‫"عايشة الدور".. رحلة أم مطلقة بين قيود المجتمع وحلم الاستقلال‬

25/3/2025

يعد مسلسل "عايشة الدور" من الأعمال الدرامية التي سلطت الضوء على قضايا اجتماعية معقدة، من بينها دور الأم المطلقة والتحديات التي تواجهها في ظل النظرة المجتمعية والصراعات الشخصية؛ يناقش المسلسل، من خلال شخصية "عايشة" الذي قامت به "دنيا سمير غانم"، كيف تعيش الأم المطلقة واقعها اليومي بين المسؤوليات الأسرية ومحاولات استعادة هويتها الفردية.

يُظهر المسلسل كيف أن الطلاق لا يعني فقط الانفصال عن الشريك، بل يحمل معه سلسلة من التداعيات النفسية والاجتماعية؛ فالأم المطلقة في "عايشة الدور" تجد نفسها أمام مسؤولية تربية أبنائها بمفردها، في ظل ضغوط المجتمع الذي يفرض عليها نظرات متباينة، تتراوح بين التعاطف واللوم.

وهذا ما يعكس واقع العديد من النساء في المجتمعات العربية، حيث لا يزال يُنظر إلى الطلاق على أنه وصمة اجتماعية في بعض الأوساط.

إعادة بناء الهوية والاستقلالية

من أبرز جوانب قوة المسلسل أنه لم يكتفِ بعرض التحديات، بل ركّز أيضًا على رحلة إعادة بناء الذات؛ فالأم المطلقة في "عايشة الدور" لا تستسلم للظروف، بل تسعى إلى تحقيق ذاتها من جديد، سواء في العمل أو في تكوين حياة مستقلة بعيدًا عن القيود المجتمعية، هذه الرسالة تعزز فكرة أن المرأة قادرة على تجاوز الأزمات وإيجاد فرص جديدة للحياة بعد الطلاق.

العلاقة بين الأم والأبناء

يلقي المسلسل الضوء على العلاقة المعقدة بين الأم المطلقة وأبنائها، حيث تحاول الموازنة بين دورها كأم وبين رغبتها في العيش بطريقة لا تجعلها فقط "أمًا"، بل إنسانة مستقلة لها طموحاتها وأحلامها.

وفي كثير من المشاهد، يظهر الصراع بين رغبة الأم في تقديم أفضل حياة لأطفالها وبين حاجتها إلى بعض المساحة الشخصية، وهو ما يعكس حقيقة تعيشها العديد من النساء في المجتمع.

رسالة المسلسل

يساهم "عايشة الدور" في تغيير الصورة النمطية عن الأم المطلقة، إذ لا يقدمها في صورة الضحية أو الإنسانة المنكسرة، بل كمرأة قادرة على مواجهة التحديات وبناء حياة جديدة. كما يبرز أهمية الدعم المجتمعي لها، سواء من الأسرة أو الأصدقاء، حتى تتمكن من المضي قدمًا في حياتها.

من خلال طرحه الصادق والواقعي، يقدم مسلسل "عايشة الدور" رؤية متوازنة لدور الأم المطلقة، بعيدًا عن المبالغات الدرامية المعتادة؛ إنه عمل يعكس واقع العديد من النساء، لكنه في الوقت ذاته يحمل رسالة أمل بأن الطلاق ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة لحياة أكثر قوة واستقلالية.