عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

"عبد الله غيث" الوجه الحقيقي لصعيد مصر

مقال

المراية

أحمد عبدالرؤوف

3/28/20251 دقيقة قراءة

عامًا بعد عامٍ، لا تخلو موائد إفطار المصريين خلال شهر رمضان المُعظّم من الأعمال الدرامية، ولا بدّ أن تشمل هذه الأعمال صورةً أو تجسيدًا لصعيد مصر، وشخصياته المتنوعة التي تمتاز بالهيبة والملامح المصرية الأصيلة. وكثيرون هم الفنانون الذين حاولوا تجسيد هيئة وهيبة الرجل الصعيدي، ولكن يبقى السؤال قائمًا: هل نجح أهل الفن في تجسيد أهل الصعيد؟

الحقيقة أنّ الكثير من الفنانين حاولوا تجسيد هذا النموذج للرجل الصعيدي، كما حاولوا إبراز هيبته ولغته، ولغة أهل الصعيد التي تُعبّر عن عُمق التراث المصري العتيق. ولعلّ آخر الأعمال هو مسلسل "حكيم" للفنان الكبير مصطفى شعبان، والذي تدور أحداثه في مدن وقرى صعيد مصر. والحقيقة أنّ العمل، وبالرغم من وجود ردود فعلٍ جيدة حوله وحول أحداثه الدرامية، إلا أنه لم يَسلَم من الهجوم والتحفّظات على لهجة الفنان مصطفى شعبان وبعض الفنانين الآخرين. والحقيقة أنّ المسلسل، رغم قوته، إلا أنه ليس تمثيلًا جيدًا للغة أهل الصعيد ولا هيبتهم.

وهو الأمر الذي عرّض العمل الفني لكثيرٍ من النقد والهجوم، وأعاد إلى الأذهان مشاهدَ للفنان الكبير الراحل عبد الله غيث، الذي يُعتبر خير من مثّل الرجل الصعيدي في تاريخ السينما المصرية. كما أعاد رواد منصات التواصل الاجتماعي نشر بعض اللقطات والمقاطع من مسلسل "ذئاب الجبل"، والذي قدّم فيه عبد الله غيث واحدةً من أبرز أدوار الرجل الصعيدي في تاريخ السينما والدراما المصرية، بل وأشاد الجمهور بالعمل الفني كله، من حيث القيم، واللغة، والعادات، والتقاليد، وصورة الرجل الصعيدي "على أصولها".

والظاهر أنّ تمثيل أهل الصعيد ولغتهم أمرٌ ليس في متناول الجميع، ولا يقدر عليه كل فنان، حتى لو كان بارعًا في أداء الأدوار الأخرى. عبد الله غيث كان تجسيدًا حقيقيًا لصعيد مصر، أما مصطفى شعبان فلم يكن سوى صورةٍ أخرى من صور السقوط في تمثيل أهل الصعيد.

لا أعلم إلى متى يبقى صعيد مصر بعيدًا عن التمثيل الحقيقي إلى هذا الحد، وإلى متى ستظل تلك الصورة النمطية عن الصعيد وأهله، ومتى يظهر صعيد مصر بوجهه الحقيقي في السينما والدراما المصرية؟ قد نحتاج إلى عقودٍ من الزمان، ولكن يبقى صعيد مصر وأهله أصلًا ورمزًا أصيلًا للتراث المصري، منذ قديم الأزل، وحتى النهاية.