عبد الوهاب شوقي في مواجهة الرقابة: صدام مبكر في مشوار الإخراج

قدم عبد الوهاب شوقي فيلمه القصير "آخر المعجزات" باعتباره خطوة جديدة في مسيرته كمخرج شاب يسعى لترك بصمة فنية مختلفة، مستندًا إلى قصة للكاتب الكبير نجيب محفوظ، ومراهنًا على أن المهرجانات السينمائية يمكن أن تكون نافذة للحرية والتجريب، لم يكن يتوقع أن يتحول فيلمه، الذي اختير لافتتاح الدورة السابعة من مهرجان الجونة، إلى عنوان لأزمة رقابية مفاجئة.

ففي خطوة أربكت إدارة المهرجان وأثارت غضب الوسط الفني، سحب جهاز الرقابة على المصنفات الفنية التصريح بعرض الفيلم قبل ساعات من انطلاق الافتتاح، دون إبداء أسباب واضحة، ودون أي رد على محاولات الاستفسار.

قرار الرقابة يُفجر أزمة قبل افتتاح مهرجان الجونة

وكانت البداية عندما قرر المخرج الشاب عبد الوهاب شوقي، الدخول بفيلمه الروائي القصير "آخر المعجزات"، المقتبس من قصة نجيب محفوظ، إلى الدورة السابعة من مهرجان الجونة، وكان مستعدا لعرض العمل في حفل افتتاح المهرجان، ولكن ما أثار غضب الوسط الفني وإدارة المهرجان، هو قرار الرقابة بمنع عرض الفيلم قبل ساعات قليلة من انطلاقه، حيث يعد فيلم افتتاح النسخة السابعة من المهرجان.

وقام رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية خالد عبد الجليل، بسحب تراخيص عرض الفيلم، دون أن يوضح السبب وراء الإلغاء بهذا الشكل المفاجئ، كما امتنع عن التعليق على حالة الجدل التي اجتاحت الأوساط الفنية عقب المنع، فشلت محاولات الوصول إلى رئيس جهاز الرقابة، الدكتور خالد عبد الجليل، بعدما تجاهل الرد على الاتصالات، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بقرار المنع.

وتقرر إدارة المهرجان، تجاوز هذه الأزمة، وتصدر في بيان رسمي عن عرض الفيلم الكرواتي القصير "الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا" في الافتتاح بدلا من الفيلم المصري، ولم يتم الإشارة على مصير "آخر المعجزات".

احتجاج الشناوي على قرار الرقابة

أبدى الناقد الفني المصري طارق الشناوي استياءه الشديد من قرار منع عرض الفيلم، واعتبر أن ما حدث يعكس تخبطًا رقابيًا يُسيء لصورة مصر الثقافية أمام العالم. وكتب عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "إلغاء عرض الفيلم القصير "آخر المعجزات" إخراج عبد الوهاب شوقي في اللحظات الأخيرة وسحب الموافقة قبل افتتاح مهرجان الجونة بساعات قليلة يؤكد أن الرقابة لا تدرك أن تلك القرارات العشوائية تضعنا أمام العالم في مواقف محرجة، أنتظر أن تراجع الرقابة موقفها، وتتوقف عن النفخ في الزبادي".

الشناوي ينتقد غموض المهرجان وقرارات الرقابة المتقلبة

كما أكد الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات صحفية، أن ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان الجونة، تتمتع بخبرة طويلة في تنظيم المهرجانات، ومن غير المعقول أن تسمح بعرض فيلم دون موافقة جهاز الرقابة.

وأوضح أن السيناريو حصل على الموافقة دون أي اعتراضات في البداية، لكنه لم يستبعد أن يتم سحب الترخيص لاحقًا، كما حدث مع فيلم "الملحد" الذي مُنح تصريح العرض ثم تم منعه فجأة دون تفسير رسمي.

وأشار الشناوي إلى أن بيان المهرجان جاء غامضًا ولم يتناول بشكل واضح موقف الرقابة أو يعارض قرار المنع بشكل مباشر، ولفت إلى أن مشهدًا في الفيلم يظهر فيه البطل يتحول إلى "درويش" ويردد أناشيد دينية، قد يكون السبب وراء التحفظات، رغم أن المشهد لا يحمل أي تجاوز أو إساءة.

واختتم الشناوي بأن المشهد الفني في مصر يعاني من وجود رقابة تتجنب المواجهة وتفضل الانسحاب خوفًا من التداعيات، وهو ما يعيق حرية التعبير ويضر بتطور السينما المصرية.

قصة الفيلم: مواجهة بين الحقيقة والغموض

يتناول الفيلم قصة صحفي في الأربعينيات من عمره يُدعى (يحيى)، يتلقى مكالمة هاتفية من أحد الشيوخ يعبر فيها عن رغبته في مقابلته، لكن تتعقد الأحداث عندما يكتشف (يحيى) أن الشيخ قد توفي بالفعل.