عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

"ابتهال أبو السعد" المرأة التي تستحق أن تكون رمزًا

مقال

المراية

أحمد عبدالرؤوف

4/5/20251 دقيقة قراءة

"ابتهال" المُهندسة التي أبت إلا أن تتكلّم، وتفضح واحدةً من أكبر الشركات في العالم ومُلّاكها، وأظهرت تعاون "مايكروسوفت" مع جيش الاحتلال، وتدعيمه بتقنيات "الذكاء الاصطناعي" لمهاجمة الفلسطينيين داخل قطاع "غزّة"، ووجّهت حديثها إلى "مصطفى سليمان"، وهو رئيس الشركة التنفيذي! والعجيب أنّه من أصلٍ عربيّ، "سوريّ" على وجه التحديد، وهذا لم يشفع له أن يقف في وجه ما تُقدّمه شركته لدعم الاحتلال في إبادة أهلنا بقطاع غزّة.

ما قامت به "ابتهال" ليس مجرّد تعبير عن رأيها، بل هدمت كلّ الشعارات التي قالت إنّ "التقنيات والتطوّرات ليست أداةً للقتل والتدمير، وإنّما أداةٌ محايدة"، ونسفت "ابتهال" ذلك، بعد أشهرٍ من الصمت والمتابعة، حتى تهيّأت لها اللحظة المناسبة، والوقت الذي تستطيع فيه إظهار ما يدور داخل الشركة، بل وداخل كلّ قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

قدّمت "ابتهال" تضحية عظيمة لو تعلمون؛ ضحّت بعملها، وبمستقبلها، وقد يؤدّي الأمر إلى حبسها، ولكنّها أبت إلّا أن تفضحهم، وجسّدت حال ملايين العرب، بل وملايين البشر حول العالم؛ من رفض الاحتلال، والعجز عن الوقوف أمامه، ومن تواطؤ العالم معه في جرائمه.

ما قامت به "ابتهال" ليس مجرّد كشفٍ للحقيقة التي يحاول مُلّاك "مايكروسوفت" إخفاءها، وهذا هو حال معظم الدول والشركات الكبرى التي تدعم ما يقوم به الاحتلال، بل إنّه من المتوقّع أن تلحق بهم خسائر فادحة من جرّاء ما قامت به "ابتهال".

ردود الفعل حولها ما هي إلّا دليلٌ قاطع على حالة الضعف والوهن التي تسود العالم تجاه ما يقوم به هذا المُحتلّ الغاشم، لاقت قبولًا واسعًا عالميًا ومحليًا، وأصبحت رمزًا للقوّة والشجاعة والكرامة، ومن ذا يستحق أن يكون رمزًا أكثر من امرأةٍ وقفت في وجه كلّ شيء في سبيل الدفاع عن قضيّتها؟

قوّة موقف "ابتهال" نابعٌ في الأصل من كونها مهندسة داخل الشركة؛ أي أنّها تعي جيدًا ما يمكن أن تفعله التقنيات المتطوّرة من أنظمة الحوسبة والذكاء الاصطناعي، إذا ما تمّ إعطاؤها للآلات العسكرية، وهو ما جعل موقفها قويًا؛ لأنّها ليست مجرّد ناشطةٍ حقوقية، أو متعاطفة، لا تعي ما يحدث، وإنّما هي جزء من تلك المنظومة، وبالتالي تأثيرها سيكون كبيرًا للغاية.

خلّد التاريخ أسماء مئات النساء، وحقّ للمرأة دومًا أن تكون رمزًا للقوّة، وما كانت يومًا ثغرةً ضعيفة، أو نقطةً باهتة في التاريخ؛ المرأة تستطيع دومًا أن تكون رمزًا تاريخيًا في أعتى المواجهات، وأشدّ الصعاب، واليوم يجب على التاريخ أن يفتح صفحاته، ويكتب بخطٍ عريض: "ابتهال" امرأةٌ تستحق أن تكون رمزًا بين ورقاته!