عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
"أبو إسحاق الحويني" فارس السُّنة وحامل لواء الحديث الإسلامي
وداعا
شهد عبدالفتاح
3/17/20251 دقيقة قراءة


نشأته
وُلد الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بـ"أبي إسحاق الحويني"، عام 1956 بقرية "حُوين" بمحافظة كفر الشيخ، لأسرة ريفية بسيطة، وأصبح بعد ذلك واحدًا من أبرز دعاة الدعوة السلفية على مَرِّ تاريخها.
حرصه على طلب العلم
تعلَّق الشيخ "الحويني" منذ صغره باللغة العربية وآدابها، ورغم دراسته للغة الإسبانية بكلية "الألسن" بجامعة "عين شمس"، فإنه أصبح بعد ذلك واحدًا من أبرز رجال السُّنة الإسلامية، ومن المدافعين عن السلف الصالح ونهجه. تأثَّر بخُطَب الشيخ "عبد الحميد كشك"، التي كان يُلقيها في صلاة الجمعة من كل أسبوع، كما تتلمذ على يد كبار العلماء في التاريخ الإسلامي، أمثال: ابن باز، والألباني، والمطيعي، وغيرهم من علماء السُّنة والأزهر الشريف.
مواقفه المثيرة
كان للشيخ "أبي إسحاق" العديد من المواقف التي أثارت جدلًا واسعًا، ولا سيما موقفه من "حركة حماس"، عندما خرج مدافعًا عنها قائلًا: "نسأل الله أن يُبارك في جهادها، وأن ينصرها على عدوها". كما كان له العديد من المواقف المثيرة، كرفضه للكثير من قرارات وتصرفات بعض الحكومات العربية تجاه الشعوب ونهجها في الحكم. كذلك، كان دفاعه عن السُّنة الإسلامية سببًا في تعرُّضه للنقد والجدل، لكنه ظل ثابتًا، شديد القوة في مواجهة كل هذه التحديات.
مرضه الذي حرمنا منه
تدهورت الحالة الصحية للشيخ مع مرور الوقت، إذ فقد إحدى قدميه عام 2012 نتيجة لمضاعفات مرض السكري، ثم أُصيب بـ"فشل كلوي"، واستمر صراعه مع المرض لسنوات. وعلى الرغم من خضوعه لرعاية صحية خاصة، فإن ذلك لم يمنعه من استكمال مسيرة العطاء. إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل كبير بعد انتقاله إلى دولة "قطر" وإصابته بـ"جلطة دماغية"، جعلته في صراع دائم مع المرض، حتى وافته المنية اليوم عن عمر 68 عامًا.
إرث لا يُمحى
يُعدُّ "الحويني" واحدًا من أهم علماء الحديث في عصرنا الحالي، بل على مَرِّ تاريخ الإسلام، حيث قدَّم العديد من الشروحات والدروس العلمية التي ركَّزت على تصحيح المفاهيم الدينية وإحياء منهج المحدثين. كما عُرف بمواقفه الجريئة تجاه قضايا الفقه والحديث، التي أثارت جدلًا بين علماء الدين والمثقفين.
ترك الشيخ "الحويني" إرثًا علميًا غنيًا في مجال الحديث الشريف، إذ كرَّس حياته لخدمة السُّنة النبوية تصحيحًا وتخريجًا وشرحًا، مُستلهمًا منهج شيخه "الألباني". ومن أبرز أعماله في هذا المجال تحقيقه لكتاب "المهذب في اختصار السنن الكبير للبيهقي"، وكتابه "إتحاف الناقد البصير بأحاديث وفوائد كتاب العلل الكبير"، إضافةً إلى مؤلفه "جلاء العينين بتخريج روايات البخاري في التاريخ الكبير".
كما كان له حضور قوي في المحاضرات العلمية، إذ شرح كتب الحديث مثل "صحيح البخاري" و**"سنن الترمذي"**، وقدم سلسلة من الدروس حول مصطلح الحديث، مما ساعد على تبسيط هذا العلم للطلاب والباحثين. لم يقتصر عطاؤه على التأليف، بل كان له دور بارز في نشر منهج التحقيق العلمي عبر مناظراته ومحاضراته الدعوية، ليظل إرثه العلمي منارةً للدارسين في علم الحديث والعلوم الشرعية.