العندليب بين الصداقة والخلافات والتدخلات السياسية.. أسرار لم تُحكَ في ذكرى وفاته

يحل اليوم، الأحد 30 مارس، الذكرى الـ48 لوفاة العندليب عبد الحليم حافظ، الذي رحل عن عالمنا عام 1977 بعد صراع طويل مع مرض البلهارسيا. أثارت علاقة عبد الحليم حافظ والفنانة سعاد حسني الجدل، حيث تداخلت فيها السياسة والشائعات والمشاعر الإنسانية، من تدخلات شخصيات بارزة في ذلك الوقت إلى محاولات التسلط على علاقتهما، وصولًا إلى خلافات مع الفنان فريد الأطرش.

علاقة العندليب برائد الموافي

انتشرت بعض الأقاويل عن وجود مذكرات للفنانة فاتن حمامة، ذكرت فيها أن عبد الحليم حافظ ذهب إلى صفوت الشريف في زيارة ودية ليطلب منه تسليم الأفلام التي كان يبتز بها الفنانة سعاد حسني، لكن صفوت الشريف رفض إعطائه الأفلام، واحتدّ بينهما الحوار، مما دفعه إلى طرد العندليب من مكتبه في الوزارة.

بعد ذلك، قرر عبد الحليم حافظ الذهاب إلى الرئيس السادات ليخبره بالأمر، فسأله السادات عن سبب اهتمامه بسعاد حسني، فأجابه عبد الحليم أنه يفعل ذلك لأسباب إنسانية وعاطفية. طمأنه السادات بأنه سيطلب من صفوت تسليم الأفلام، لكنه لا يضمن احتفاظه بنسخ أخرى. أكد عبد الحليم أن سعاد حسني كانت تتعرض للتهديد بسبب هذه الأفلام لإجبارها على تنفيذ بعض الأوامر.

عندما علم صفوت الشريف بأن عبد الحليم اشتكاه لرئيس الجمهورية، قرر التخلص منه كما فعل مع عازف الجيتار عمر خورشيد، لكن محاولته باءت بالفشل، لأن عبد الحليم لم يكن في سيارته التي تهشمت على طريق الإسكندرية. بعدها، أرسل مجموعة من المشاغبين إلى حفلة شم النسيم التي أحياها العندليب وغنّى فيها لأول مرة أغنية قارئة الفنجان، التي قيل إنها تحكي قصة سعاد حسني. بدأ المشاغبون بالصراخ والصفير فور بدء موسيقى الأغنية، مما أغضب عبد الحليم ودفعه للردّ على الجمهور قائلًا: "أنا كمان أعرف أزعّق وأصفر"، ليواجه بعدها انتقادات حادة.

خلاف العندليب وفريد الأطرش.. والسبب السندريلا

بعد نجاح فيلم أبي فوق الشجرة، قرر عبد الحليم حافظ إنتاج فيلم جديد يجمعه بالفنانة سعاد حسني، لكن في الوقت نفسه، كان فريد الأطرش يُحضّر لفيلم وجاء الربيع، واختار سعاد حسني لتشاركه البطولة. اتصل بها مخرج الفيلم وأبلغها برغبة فريد الأطرش في أن تكون بطلة العمل، لكنها ردّت قائلة: "لما تخلص القصة وأشوفها، أبقى أقولك كلمتي الأخيرة".

أعلن عبد الحليم رسميًا عن فيلمه الجديد وعن اختيار سعاد حسني للبطولة، وهو ما أسعد الجمهور، إذ كان اللقاء الفني الأول بينهما. في المقابل، أعلن فريد الأطرش عن بدء تصوير فيلمه في نفس التوقيت. وعندما علمت سعاد حسني بموعد التصوير، اعتذرت عن فيلم فريد الأطرش، لأنه يتعارض مع تصوير فيلمها مع عبد الحليم. علّق فريد الأطرش على الأمر قائلًا: "أنا عارف من زمان إنها مش عاوزة تشتغل معايا"، وعندما سُئل عن السبب، قال: "هما بيحاولوا يأثروا عليها".

حديث العندليب عن فريد الأطرش بعد وفاته

بعد سنوات من الخلافات، توفي فريد الأطرش، وشهدت جنازته حضور عدد كبير من الفنانين والمطربين. لكن لم ترصد عدسات الصحفيين وجود عبد الحليم حافظ، مما أثار شائعات حول استمرار الخلافات بينهما حتى بعد وفاة فريد.

خرج العندليب عن صمته في أول حوار له بعد رحيل فريد الأطرش، قائلًا:

"كان فنانًا عظيمًا، حفلت حياته بأروع صور الكفاح، وتمتع بطابع خاص انفرد به طوال أربعين سنة. كان فنانًا أصيلًا، واحتفظ بمكانته فوق القمة دون أن ينازعه فيها أحد."

وأوضح عبد الحليم أن عدم حضوره الجنازة كان بسبب تعرضه لنزيف حاد ألزمه الفراش في المستشفى بلندن، حيث ظل هناك 40 يومًا بعد وفاة فريد الأطرش، ما منعه من الحضور. وأعرب عن حزنه الشديد لفقدانه، مؤكدًا أن فريد الأطرش كان من أعز أصدقائه، بعكس ما أُشيع عن وجود خلافات بينهما.