عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

الهضبة والكينج في هيئة رجال صعيد: الذكاء الاصطناعي يتخيلهم من جديد

تقرير

أكوان موازية

شمس ابوغنيمة

6/5/20251 دقيقة قراءة

في تجربة بصرية فريدة من نوعها، تكشف صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي عن نجوم الغناء المصري بإطلالات لم نعتد عليها من قبل. عمرو دياب، إيهاب توفيق، محمد منير، ومحمد حماقي، يظهرون في زي صعيدي تقليدي يحمل بين تفاصيله ملامح الأصالة والهوية، ويضعهم في إطار مختلف تمامًا عمّا اعتاد عليه الجمهور.

ملامح مألوفة في إطار غير مألوف

بينما اعتاد الجمهور رؤية هؤلاء النجوم في حفلات ضخمة وجلسات تصوير بملابس عصرية وإطلالات حديثة، تأتي هذه الصور لتمنحهم طابعًا آخر تمامًا، وكأنهم جزء من مشهد درامي صعيدي تدور أحداثه في إحدى قرى الجنوب.

إيهاب توفيق، على سبيل المثال، يبدو كأحد رموز العائلة الصعيدية، بثبات ووقار يتناسبان مع البيئة التي وُضع فيها. بينما يظهر عمرو دياب وكأنه "عمدة" القرية، بثقة وهيبة لا تغيبان عن ملامحه حتى وهو يرتدي الزي التقليدي، وكأن الشخصية تطغى على الملابس مهما تغيّرت.

أما الكينج محمد منير، فإطلالته الصعيدية تضيف له طابعًا روحيًا خاصًا، يجمع بين نغمات الجنوب وملامح الصعيد، ويبدو من خلالها أقرب إلى شخصية شاعر شعبي يعيش على ضفاف النيل.

ومحمد حماقي، بابتسامته الهادئة، بدا وكأنه الابن الهادئ للعائلة، الذي يحمل في ملامحه مزيجًا من الطموح والسكينة.

خيال رقمي يعيد رسم النجومية

قوة هذه الصور لا تكمن فقط في الواقعية العالية التي تُظهرها، بل في قدرتها على إقناع المشاهد بأن هذه المشاهد تنتمي إلى واقع حقيقي، أو ربما إلى فيلم لم يُصوَّر بعد.

الذكاء الاصطناعي يتعامل مع الملامح البشرية بدقة مذهلة، ويمزجها بخلفيات وتفاصيل ثقافية تنتمي لبيئات بعيدة عن حياة النجوم اليومية، ليُنتج بذلك صورًا لها أثر درامي وإنساني في الوقت ذاته.

الصور ليست مجرّد تجربة بصرية، بل إعادة تخيّل كاملة لنجوم نعرفهم جيدًا، في أدوار وشخصيات لم نعتد رؤيتهم فيها، لكنها مع ذلك لا تبدو غريبة، بل تثير نوعًا من الألفة والأسئلة في آنٍ واحد.

عودة للتراث بأدوات المستقبل

بعيدًا عن الاستعراض أو المبالغة، فإن هذه التجربة تفتح بابًا جديدًا للتأمل في العلاقة المعقّدة بين الفن والتكنولوجيا، وبين التراث والابتكار.

كيف يمكن لصورة واحدة، صامتة وغير متحرّكة، أن تحفّز الخيال إلى هذا الحد؟

كيف تستطيع إعادة توظيف ملامح مألوفة في سرد بصري مختلف، لدرجة تجعلنا نتصور سيناريوهات كاملة: فيلم، مسلسل، أو حتى أغنية مصوّرة تدور في أجواء صعيدية؟

الذكاء الاصطناعي هنا لا يقدّم بديلًا للخيال الإنساني، بل يدعمه، يفتح له أبوابًا جديدة، ويقترح عليه زوايا لم يكن يراها من قبل.

في كل صورة، هناك حكاية محتملة. وفي كل نظرة نجم داخل هذا السياق، هناك احتمال لعمل لم يُنفّذ بعد.

صورة... وعمّة... وابتسامة نجم

الذكاء الاصطناعي يطرح كل هذه الأسئلة دون أن يتكلم.

يكتفي بصورة… وعمّة… وابتسامة نجم نعرفه جيدًا، لكنه يبدو هنا كما لم نره من قبل.

وبين المفاجأة والانبهار، يظل السؤال معلقًا:

هل حان وقت أن نعيد تخيّل نجومنا؟

وهل يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة لاكتشاف وجوه جديدة من شخصياتهم التي نحبها؟