عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

الرجل الذي تلاعب بالزمن.. حكاية جورج هدسون وميلاد التوقيت الصيفي

المرايةتقرير

احمد والي

5/3/20251 دقيقة قراءة

في عالم يسير بدقة عقارب الساعة، خرج رجل غريب الأطوار من نيوزيلندا ليقلب المفاهيم، ويعيد ترتيب النهار والليل كما يحلو له، لم يكن عالم الحشرات جورج فيرنون هدسون مجرد باحث يطارد الفراشات، بل كان يطارد فكرة أكبر "أن نتحكم نحن في الوقت، لا أن يتحكم هو فينا" ،وهكذا وُلد التوقيت الشتوي... من أجل ساعة ضوء إضافية.

من هو جورج فيرنون هدسون؟

وُلد جورج فيرنون هدسون في إنجلترا عام 1867، لكنه انتقل لاحقًا إلى نيوزيلندا، حيث عمل موظفًا في مكتب البريد وعالمًا هاويًا في مجال الحشرات، كان هدسون مولعًا بجمع الحشرات، وواجه دائمًا صعوبة في ممارسة هوايته بعد انتهاء ساعات العمل بسبب غياب ضوء الشمس.

ومن هنا ولدت الفكرة "لماذا لا يتم تعديل الساعة حسب الفصول ليستفيد الناس أكثر من ضوء النهار في الصيف؟"

وفي عام 1895، قدم هدسون ورقة بحثية إلى الجمعية الفلسفية في ويلينغتون، اقترح فيها تقديم الوقت ساعتين في الصيف، ورغم أن الفكرة قوبلت بالاهتمام، فإنها لم تُطبّق عمليًا حينها.

لكن أول من اقترح الفكرة رسميًا وتحمّس لتطبيقها كان عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون هدسون عام 1895، إذ اقترح تقديم الساعة ساعتين في الصيف للاستفادة من ضوء النهار في أوقات فراغه بعد عمله، وتكررت الفكرة مرة أخرى من قبل البريطاني ويليام ويليت عام 1907، والذي قدّم حملة قوية لتطبيقها في المملكة المتحدة.

أول تطبيق فعلي للتوقيت الصيفي (والشتوي):

تم تطبيق التوقيت الصيفي للمرة الأولى في ألمانيا والنمسا خلال الحرب العالمية الأولى، تحديدًا في 30 أبريل 1916، كوسيلة لتوفير الوقود والطاقة في زمن الحرب من خلال تقليل الحاجة للإضاءة مساءاً؛ وبعدها، تبعتها بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية.

ومن هنا، وُلد نظام تغيير الساعة الذي أصبح يُعرف لاحقًا بالتوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي، حيث يتم تقديم الساعة في فصل الصيف وتأخيرها في الشتاء، بهدف الاستفادة القصوى من ضوء الشمس خلال النهار.

لماذا تم اختراع التوقيت الشتوي؟

الهدف الأساسي من هذا النظام هو توفير الطاقة من خلال تقليل استخدام الإضاءة والتدفئة، وكذلك تحسين الإنتاجية، عبر إتاحة المزيد من ضوء الشمس خلال ساعات العمل، كما أن هناك من يرى أن لهذا التغيير فوائد صحية واقتصادية، رغم الجدل المستمر حول تأثيراته النفسية والبيولوجية.

ورغم النوايا الحسنة، فإن كثيرًا من الدول بدأت تُعيد النظر في هذا النظام بسبب آثاره السلبية على النوم والصحة، كما أن بعض الدراسات الحديثة شككت في جدواه الاقتصادية، وقد بدأت دول أوروبية مثل روسيا وتركيا بإلغاء هذا النظام نهائيًا.