عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
الرمز والفلسفة في "أولاد حارتنا"
مراجعات
باروميتر
أحمد عبدالرؤوف
5/30/20251 دقيقة قراءة


تُعد رواية "أولاد حارتنا" واحدةً من أبرز أعمال نجيب محفوظ، ومن أكثر نصوصه إثارةً للجدل وعمقًا وجرأةً في الطرح.
في هذه الرواية، يعيد محفوظ سرد قصة البشرية عبر شخصيات رمزية تمثّل محطات كبرى في التاريخ الإنساني والديني، مستخدمًا "الحارة" كعالم مُصغَّر يعكس صراعات الإنسان مع السلطة، والدين، والعلم، والخطيئة، والخلاص.
تحمل الرواية بعدًا فلسفيًا وإنسانيًا بالغ الدقة، وتتميّز ببنائها الرمزي الذكي الذي يتيح تعدّد القراءات بين السياسي والديني والاجتماعي.
يتقن محفوظ السرد بلغة تجمع بين البساطة والعمق، ويعتمد على الحوار في تحريك الأحداث، مما يمنح النص طابعًا دراميًا نابضًا.
شخصيات مثل أدهم، إدريس، رفاعة، قاسم، وعرفة ليست مجرد أسماء، بل تجسيد لرموز تمتد جذورها إلى أعماق التراث الديني والتاريخي.
ومع ذلك، فإن كثافة الرمزية قد تمثّل عائقًا أمام القارئ غير المتخصص، كما أن بعض الشخصيات بدت وظيفيةً أكثر منها إنسانية، مما أضعف الجانب النفسي في بعض المواضع.
الجدل الذي أثارته الرواية حول إسقاطها على شخصيات دينية كان سببًا في منع نشرها داخل مصر لسنوات، لكنها في الوقت ذاته أكسبت محفوظ احترامًا عالميًا لقدْرته على طرح أسئلة وجودية شائكة بشجاعة وذكاء.
في النهاية، تبقى "أولاد حارتنا" عملًا فريدًا فتح أفقًا جديدًا للرواية العربية، وطرح معضلات فكرية عميقة بلغة فنية راقية، مؤكدةً أن الأدب ليس فقط وسيلةً للحكي، بل أداةً للتفكير والتغيير.