عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
السادات.. رجل التوازنات لا صانعها
تقريرعالم الموتى
أحمد والي
1 دقيقة قراءة


22/3/2025
يعتبر الرئيس المصري الراحل أنور السادات من أكثر الشخصيات التي أثارت الجدل في تاريخ مصر الحديث، حيث يرى البعض أنه كان سابقًا لعصره، في حين يراه آخرون ابنًا وفيًا لزمنه، استمد قراراته وتحركاته من معطيات مرحلته السياسية.
جاء صعود السادات إلى الحكم في أعقاب هزيمة 1967، والتي شكلت نقطة تحول رئيسية في سياساته، فبينما كانت مصر تتبع نهج عدم الانحياز، شهدت المرحلة التالية تغيرًا جذريًا في التوجهات الاستراتيجية، خاصة مع تصاعد الجدل حول العلاقة مع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
كان هناك انقسام داخل النظام المصري بين جناحين، أحدهما يميل إلى تعميق العلاقات مع موسكو، بينما رأى الآخر ضرورة التحول نحو واشنطن.
وسط هذا الصراع، برز السادات كشخصية توافقية داخل السلطة، وهو ما سهل وصوله إلى الحكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، إلا أن القوات المسلحة لعبت دورًا محوريًا في تحديد المسار الاستراتيجي لمصر، حيث رفضت قطاعات مؤثرة داخلها استمرار الاعتماد على الاتحاد السوفيتي، وهو ما انعكس في محاولتين انقلابيتين كادتا أن تطيحا بالسادات، إحداهما قادها اللواء علي عبد الخبير، قائد المنطقة المركزية العسكرية.
في النهاية، اتخذت مصر قرارها بالتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وهو خيار لم يكن السادات وحده مسؤولًا عنه، بل جاء نتيجة لتوجهات قوى مختلفة داخل الدولة، من القوات المسلحة إلى البرجوازية البيروقراطية وقطاعات من الطبقة الوسطى.
ومع ذلك، بالغ السادات في تبنيه لهذا التحالف، متصورًا أن اللحظة السياسية التي صنعها ستظل ثابتة، وهو ما أدى إلى تصاعد المعارضة الداخلية ضده، وانتهى الأمر باغتياله في عام 1981.
ويعد محمد أنور السادات (1918-1981) هو الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية، حكم البلاد من عام 1970 حتى اغتياله في 6 أكتوبر 1981، ويُعرف بأنه قائد نصر أكتوبر 1973، وصاحب سياسة الانفتاح الاقتصادي، والرئيس الذي قاد مصر إلى اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979.
وُلد السادات في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية عام 1918، ونشأ في أسرة متوسطة. التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1938. خلال فترة شبابه، تأثر بالقومية المصرية والعربية، وانخرط في العمل السياسي ضد الاحتلال البريطاني.
وكان السادات من الضباط الأحرار الذين قادوا الثورة ضد الملك فاروق، وتولى مناصب قيادية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مثل وزير الإعلام، ورئيس مجلس الأمة (مجلس النواب حاليًا)، ونائب رئيس الجمهورية.
وفي 6 أكتوبر 1981، اغتيل السادات أثناء العرض العسكري احتفالًا بذكرى انتصار أكتوبر، على يد مجموعة من الإسلاميين المتشددين بسبب سياساته، خصوصًا اتفاقية السلام مع إسرائيل.