عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

"الشرع والأنظمة العربية" تاريخ حافل بالخلاف وواقع يرنو إلى التعاون

المراية

شهد عبدالفتاح

1 دقيقة قراءة

12/3/2025

عُقدت القمة العربية غير العادية في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة ملوك ورؤساء الدول العربية، لمناقشة تطورات الشأن الفلسطيني وطرح خطة لإعادة إعمار وإدارة قطاع غزة. وشهدت القمة حضورًا لافتًا لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، الذي حل محل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بعد الإطاحة بنظامه أواخر عام 2024.

تحول مفاجئ في المشهد السوري

يُعد أحمد الشرع من أبرز الشخصيات التي برزت على الساحة السياسية العربية والعالمية مؤخرًا، بعد نجاحه في إنهاء حكم الأسد والسيطرة على سوريا.

ويأتي حضوره القمة العربية لأول مرة بصفته رئيسًا للمرحلة الانتقالية، في تحول كبير لمساره السياسي، إذ كان في الماضي جزءًا من تنظيمات متشددة، من بينها "القاعدة"، وكان معروفًا بمواقفه الحادة ضد الحكام العرب، لا سيما النظام المصري وحكومات الخليج.

لقاء مرتقب مع السيسي

شهدت القمة لحظة محورية تمثلت في اللقاء المرتقب بين الشرع والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وجّه له الدعوة لحضور القمة رغم تاريخه الحافل بالانتقادات ضد النظام المصري، ويعود الخلاف بين الجانبين إلى موقف الشرع من أحداث عام 2013 في مصر، حيث أبدى في مقابلات سابقة مواقف عدائية تجاه القيادة المصرية، واصفًا ما حدث آنذاك بأنه "انقلاب أمريكي بأدوات محلية".

من "الجولاني" إلى "الشرع": تحول سياسي أم تكتيك مرحلي؟

أثار صعود أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم "أبو محمد الجولاني"، جدلًا واسعًا، حيث انتقل من زعيم لجبهة "النصرة" إلى رئيس لسوريا، متخليًا عن العديد من أفكاره السابقة، ما دفع البعض لوصفه بأنه "بيروقراطي براغماتي" يسعى لتحقيق مصالحه السياسية بأي ثمن. فالرجل الذي كان يهاجم الحكام العرب ويتهمهم بالعمالة للغرب، أصبح اليوم يجلس معهم على طاولة واحدة، متحدثًا بلغة أكثر دبلوماسية.

علاقة الشرع بإسرائيل: تغير في الخطاب أم استراتيجية جديدة؟

أحد أبرز التحولات في سياسة الشرع كان موقفه من إسرائيل، حيث كان في السابق يدعو إلى تحرير فلسطين، لكنه صرح مؤخرًا بأن سوريا لن تدخل في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، مؤكدًا التزامه باتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974. هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول دوره في المشهد الإقليمي، خاصة مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية خلال الفترة الأخيرة.

ختام القمة: تباين في المواقف وترقب للمستقبل

جاءت القمة العربية في ظل أوضاع إقليمية متوترة، حيث تصدرت القضية الفلسطينية جدول الأعمال، إلى جانب ملفات أخرى مثل استقرار سوريا وموقفها من إسرائيل، وبينما رحب البعض بمشاركة الشرع باعتبارها خطوة نحو إدماج سوريا الجديدة في المنظومة العربية، يرى آخرون أن حضوره يحمل دلالات سياسية معقدة، وسط تساؤلات حول مستقبله السياسي في سوريا وعلاقاته الإقليمية.