عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

الصراع الإيراني الإسرائيلي بعد القصف الأمريكي.. سيناريوهات الرد الإيراني وخطر اندلاع حرب عالمية ثالثة

مقال

خط النار

أحمد والي

6/21/20251 دقيقة قراءة

‫يُعد الصراع الإيراني الإسرائيلي من أكثر النزاعات تعقيدًا وتأثيرًا في الشرق الأوسط، ويشكل محورًا رئيسيًا للتوترات الإقليمية والدولية منذ عقود، بدأت جذوره عقب الثورة الإيرانية عام 1979، عندما تبنّت طهران نهجًا عدائيًا تجاه إسرائيل، معلنة دعمها الصريح للقضية الفلسطينية والمقاومة المسلحة ضد الدولة العبرية.‬

‫منذ ذلك الحين، تصاعدت المواجهة بين الطرفين سياسيًا وعسكريًا وأيديولوجيًا، حيث تدعم إيران وكلاءها في لبنان "حزب الله"، وسوريا، واليمن، بينما ترد إسرائيل بضربات جوية واستخباراتية مركزة تستهدف الوجود والنفوذ الإيراني.‬

‫يمتد الصراع إلى عدة أبعاد تشمل:‬

‫• البعد الأمني والعسكري: تبادل ضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ، وعمليات اغتيال وتجسس إلكتروني.‬

‫• البعد السياسي والدبلوماسي: محاولات للتهدئة والمفاوضات النووية وسط تدخل دولي.‬

‫• البعد الإقليمي والدولي: تأثير مباشر على استقرار الخليج وتحالفات القوى الكبرى.‬

‫تحول نوعي.. القصف الأمريكي المباشر على إيران‬

‫في تطور بالغ الخطورة، شنت الولايات المتحدة ضربة عسكرية مباشرة على أهداف إيرانية تتمثل في المواقع النووية الثلاثة، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان، وذلك بعد أسابيع من التصعيد الإيراني في المنطقة، هذا القصف، الذي اعتبره مراقبون كسرًا للخطوط الحمراء، يُنذر بتحول الصراع من مواجهة بالوكالة إلى حرب مفتوحة، وقد يدفع المنطقة والعالم إلى منعطف خطير.‬

‫خمسة سيناريوهات لمستقبل الصراع بعد الضربة الأمريكية‬

‫السيناريو الأول: التصعيد المباشر بين واشنطن وطهران‬

‫الرد الإيراني على القصف الأمريكي قد يتراوح بين استهداف قواعد أمريكية بالخليج أو ضرب سفن في مضيق هرمز، أي رد قوي من طهران سيستدعي ردًا أمريكيًا أكبر، ما يفتح الباب أمام حرب شاملة تمتد من إيران إلى دول عربية مجاورة، مع احتمال مشاركة إسرائيل بشكل موسع.‬

النتيجة: دخول فعلي في حرب إقليمية واسعة قد تجر قوى دولية متنافسة إلى المواجهة.‬

‫السيناريو الثاني: التصعيد المحدود بضوابط تكتيكية‬

‫قد تتجه إيران لرد رمزي يحفظ ماء الوجه دون استهداف مصالح أمريكية مباشرة، على أمل تجنّب حرب مفتوحة، وهذا السيناريو يعتمد على قدرة طهران وواشنطن على "ضبط النفس" وتفادي التصعيد التام.‬

النتيجة: استمرار الضربات المتبادلة تحت سقف غير معلن للحرب الشاملة.‬

السيناريو الثالث: توسع الحرب بالوكالة‬

‫ردًا على الضربة الأمريكية، قد تفعل إيران أذرعها في لبنان والعراق وسوريا واليمن لتنفيذ هجمات ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية، ومن جهتها، قد ترد واشنطن وتل أبيب بعمليات استخباراتية واغتيالات.‬

النتيجة: اتساع رقعة "حرب الظل"، مما يزيد من الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي.‬

‫السيناريو الرابع: ضغوط دبلوماسية لوقف فوري لإطلاق النار‬

‫قد تتحرك قوى إقليمية (مثل قطر وتركيا) ودولية (مثل الاتحاد الأوروبي) للضغط من أجل وقف التصعيد وتفادي حرب شاملة، خاصة بعد شعور الجميع بخطورة الموقف.‬

النتيجة: هدنة هشة مؤقتة، مع استمرار التوتر دون حل جذري للصراع.‬

السيناريو الخامس: انزلاق نحو حرب عالمية ثالثة‬

‫في ظل احتدام الصراع وتداخل مصالح قوى كبرى كروسيا والصين والولايات المتحدة، فإن استمرار التصعيد دون ضوابط قد يُفضي إلى مواجهة مباشرة بين معسكرات دولية، تدخُّل روسيا دفاعًا عن إيران، أو تحرّك صيني في الخليج، سيكون كافيًا لإشعال شرارة مواجهة كبرى.‬

النتيجة: حرب عالمية ثالثة محتملة، تبدأ من الشرق الأوسط وتمتد إلى محاور صراع أخرى في أوروبا وآسيا.‬

‫ومن وجهة نظري، بعد الضربة الأمريكية الأخيرة، لم يعد الصراع الإيراني الإسرائيلي مجرد مواجهة تقليدية، بل بات تهديدًا حقيقيًا للاستقرار العالمي، الاحتمالات تتراوح بين تهدئة مشروطة أو انفجار شامل، فيما تبقى التوازنات الدولية العامل الحاسم في رسم مصير هذا النزاع المعقد.‬

‫وإذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لاحتواء الأزمة، فقد نكون بالفعل على أعتاب أخطر مواجهة عسكرية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.‬