عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

الوجه الآخر لوائل غنيم: ثمن الحلم والثورة

تقرير

وجه آخر

ندى يونس

5/16/20251 دقيقة قراءة

في منشور مفاجئ نشره وائل غنيم على فيسبوك في ٧ مايو ٢٠٢٥، كشف عن دخوله في عزلة طوعية بسبب معاناته النفسية وتأثير المخدرات على تصرفاته، واعتذر عن سلوكياته السابقة مثل هجومه على المستشار تركي آل الشيخ، مؤكدًا أنه كان يمر بظروف صعبة. هذا المنشور كشف عن الوجه الآخر لوائل غنيم، الذي اعتبره كثيرون رمزًا للثورة المصرية.

أصبح وائل غنيم معروفًا كناشط سياسي بعد تأسيسه صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك عام ٢٠١٠، دون الكشف عن هويته؛ وذلك عقب مقتل الشاب المصري خالد سعيد. هدفت الصفحة إلى حشد الرأي العام للمطالبة بالقصاص ومحاكمة المتورطين في الجريمة، فضلاً عن الدعوة لإلغاء حالة الطوارئ. وبعد نجاح ثورة الياسمين في تونس في يناير ٢٠١١، نشر غنيم منشورًا على الصفحة دعا فيه الشباب إلى التظاهر السلمي في ٢٥ يناير للمطالبة بإنهاء الطوارئ. وأيضًا للمطالبة بالإصلاح السياسي. ورغم أن المظاهرات بدأت سلمية، فإنها تحولت إلى ثورة شعبية أدّت إلى إسقاط الرئيس حسني مبارك.

أعلنت جوجل في ٣ فبراير ٢٠١١ عن اختفاء أحد موظفيها في القاهرة، ليتبيّن لاحقًا أنه وائل غنيم، الذي تم اعتقاله بعد يومين من انطلاق الثورة على يد مباحث أمن الدولة؛ حيث احتُجز مكبلًا ومغمض العينين لمدة ١٢ يومًا. بعد الإفراج عنه وتأكيد هويته كمؤسس لصفحة "كلنا خالد سعيد"، أصبح غنيم رمزًا بارزًا للثورة، وأطلق عليه البعض ألقابًا مثل "مفجّر الثورة" و"العقل المدبّر لها"، نظرًا لدوره البارز في الدعوة إلى التظاهر وحشد الشباب للمشاركة.

بعد دوره المحوري في الثورة، اختفى غنيم فجأة عن الساحة، ما أثار تساؤلات كثيرة حول غيابه. وعندما عاد، بدا مترددًا في مواقفه، وبدأت تصريحاته تتغير بشكل لافت، ما أثار الجدل بين متابعيه. في منشوره الأخير، اعترف بمعاناته النفسية وتأثره بالمخدرات، وأبدى ندمه على سلوكيات سابقة، كاشفًا عن جانب خفي من شخصيته لم يكن الجمهور على دراية به؛ وهو الصراع الداخلي والضغط النفسي الذي عاشه.

قد يكون وائل غنيم قد فقد الهالة التي أحاطه بها الناس يومًا ما، لكنه في المقابل كشف عن إنسان حقيقي بصراعاته وهشاشته وأخطائه. الوجه الآخر لوائل ليس مجرد انكسار بعد مجد، بل هو انعكاس لحجم الثمن الذي يدفعه من يقترب من الحلم أكثر من اللازم. ربما لم يعد غنيم رمزًا كما كان، لكنه بلا شك أصبح مرآة لسؤال مؤلم: ماذا يحدث لمن يشعل الثورة، ثم تلتهمه نيرانها؟.