عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

عصام عمر: عام واحد... ثلاث شخصيات وموهبة لا تعرف التكرار

تقرير

المراية

منى حامد

5/26/20251 دقيقة قراءة

في عالمٍ تتبدل فيه ملامح النجومية مع كل موسم، أثبت عصام عمر أنه ليس مجرد اسم جديد على الساحة، بل مشروع فنان حقيقي يعرف كيف يلفت الانتباه دون ضجيج، ويؤسس لحضوره بهدوء وذكاء.

منذ انطلاقته الذهبية في مسلسل "بالطو" عام 2023، لم يتوقف نجاحه، بل اتسعت ملامح شخصيته الفنية، فاختبر نفسه في أدوار متباينة جعلت من عام 2025 عامًا استثنائيًا بكل المقاييس.

في أقل من عام، قدّم عصام ثلاث تجارب سينمائية مختلفة تمامًا، تؤكّد قدرته على التنوع وتحدي القوالب النمطية.

البداية كانت مع فيلم "البحث عن منفذ لخروج السير رامبو"، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، وجسّد فيه دور شاب فقير يكافح لإنقاذ كلبه الضال في شوارع القاهرة المهمّشة. جذب الفيلم الانتباه بأسلوبه الدرامي-الكوميدي الإنساني، حيث أشاد النقاد بلمسة تذكر بأفلام تشارلي تشابلن، ولكن بنكهة محلية تمزج بين الهشاشة والصلابة.

التحول الثاني جاء مع "سيكو سيكو": فيلم أكشن كوميدي تقاسم بطولته مع النجم الصاعد طه دسوقي. تدور قصته حول شابين يرثان كمية ضخمة من المخدرات من عمهما، فيقرران بيعها بطريقة غير تقليدية عبر تصميم لعبة إلكترونية للهاتف المحمول. يحمل الفيلم جرعة عالية من الكوميديا السوداء، ويقدّم سردًا معاصرًا يواكب لغة الجيل وأدواته، بأسلوب يجمع بين المغامرة والرسالة.

لكنّ أقوى اختبار تمثيلي لعصام ربما كان في فيلم "فرقة الموت"، الذي يتعاون فيه مع النجم أحمد عز. هناك، يخرج تمامًا من منطقة راحته، ليؤدي شخصية ضابط صعيدي من أربعينيات القرن الماضي يقود مواجهة شرسة مع العصابات في خط الصعيد. المظهر، اللهجة، والثقل النفسي للدور، كلها تفاصيل كشفت عن ممثل جاهز لتحمّل أدوار من العيار الثقيل.

أما على الشاشة الصغيرة، فواصل عصام حضوره اللافت من خلال مسلسل "نص الشعب اسمه محمد" في رمضان 2025، حيث جسّد شخصية رجل أعمال يعيش حياة مزدوجة بين زوجته الرسمية وخطيبته السرية، بينما يخفي سرًّا مظلمًا عن ماضيه. وُصف العمل بأنه كوميديا سوداء ذكية، مزجت بين خفة الظل والدراما النفسية، وقدّمت قراءة معاصرة لمفهوم الهوية والازدواجية في زمن السوشيال ميديا.

ما يميز عصام عمر لا يقتصر على اختياراته الجريئة، بل يشمل أيضًا طريقته في التفاعل مع جمهوره. بعيدًا عن أساليب النجوم التقليدية، يشارك لحظاته اليومية العفوية على منصات التواصل الاجتماعي، من غنائه العشوائي مع فريق التصوير، إلى منشوراته الساخرة خلال التصوير، ما يعكس صورة صديق قريب من الناس، لا مجرد نجم على الشاشة.

في وقت يعاني فيه الوسط الفني من موجات صعود وهبوط متسارعة، يبدو أن عصام يبني خطواته بثبات. ليس فقط من خلال تنوع الأدوار أو الجماهيرية المتزايدة، بل من خلال وعي واضح بدور الفنان المعاصر: أن يكون جزءًا من الزمن، لا مجرد متفرج عليه. ومع كل ظهور جديد، يثبت أنه ليس ظاهرة موسمية، بل موهبة حقيقية في طريقها لتصبح من أعمدة الفن المصري الحديث.