عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
أسمهان.. الصوت الذي غرقَ في الغموض
تقرير
أسرار
منار تامر
4/20/20251 دقيقة قراءة


في صباح 14 يوليو 1944، سقطت سيارة الفنانة السورية أسمهان في ترعة الساحل أثناء رحلتها من القاهرة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في رأس البر.
لقيت مصرعها على الفور، عن عمر 32 عامًا، لينطوي معها فصل من الغموض ما زال مفتوحًا حتى اليوم، ويبدأ الجدل حول "المرأة التي كانت تعرف أكثر مما يجب".
رحيل صادم وموت مريب
لم يكن خبر وفاة أسمهان مجرد حادث عابر، حيثُ رفض الجمهور تصديق أن هذه الفنانة الشابة، صاحبة الصوت الملائكي، رحلت بهذه الطريقة المفاجئة، وتكاثرت الشائعات: هل كانت تصفية حسابات من القصر الملكي؟ هل كانت ضحية لعبة مخابرات؟ أم كانت ضحية غيرة فنية أو عاطفية؟
الفنان يوسف وهبي، الذي كان يُخرج فيلمها الأخير "غرام وانتقام"، نفى تمامًا أن يكون الحادث مدبرًا، وقال إنها كانت تنوي الذهاب مع صديقتين إلى رأس البر، لكن الغريب أن الصديقتين لم تركبا معها السيارة، وسائق السيارة اختفى لاحقًا، ولم يُعثر عليه أبدًا.
فيلم لم يكتمل.. ونهاية فنية حزينة
رحلت أسمهان قبل أن تنهي تصوير فيلمها الثاني "غرام وانتقام"، فاضطر وهبي إلى تعديل نهاية الفيلم لتتناسب مع وفاتها، وجعل النهاية حزينة تموت فيها البطلة. ولحسن الحظ، كانت أسمهان قد سجلت أغاني الفيلم، وأشهرها "ليالي الأنس في فيينا"، فظل صوتها حيًا في الذاكرة حتى يومنا هذا.
حياة عاطفية مليئة بالصراعات
وراء ملامحها الهادئة، كانت حياة أسمهان الشخصية عاصفة؛ حيثُ تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت للعيش في جبل الدروز، وأنجبت ابنتها كاميليا، لكن الزواج لم يستمر، وعادت إلى مصر.
ثم تزوجت مرتين أخريين من المخرجين أحمد بدرخان وأحمد سالم، والأخير أطلق عليها النار في لحظة غيرة عارمة، لكنها نجت، وبلّغت عنه الشرطة.
كما أُشيع عن علاقة عاطفية جمعتها برئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، وهو ما أثار غيرة الملكة نازلي، التي كانت تربطها علاقة بنفس الرجل، ويُقال إنها تزوجته سرًا.
استخبارات، أسرار، وشبح الجاسوسية
حكايات أسمهان لم تتوقف عند حدود الفن والحب، فخلال الحرب العالمية الثانية، كانت موضع اهتمام المخابرات البريطانية، التي استعانت بها للتأثير على الوضع في سوريا ولبنان، وقد وافقت أسمهان على المهمة. البعض رأى فيها وطنية، وآخرون اتهموها بالجاسوسية.
في الكتاب الشهير الذي حمل اسمها "أسمهان تروي قصتها"، كشف الكاتب محمد التابعي – أحد أقرب أصدقائها – أنها كانت تشعر بأنها لن تعيش طويلًا، وطلبت منه أن يروي قصتها بعد موتها لتبرئة اسمها.
ابنته، شريفة التابعي، أكدت أنه كان يحبها، وانتظرها يوم وفاتها في رأس البر، لكنه لم يبكِ ولم يحضر عزاءها، فقط أرسل برقية.
رحيلها.. انقلاب في حياة فريد الأطرش
شقيقها.. الموسيقار فريد الأطرش، لم يتعافَ أبدًا من صدمته. قال في أحد لقاءاته إن موت أسمهان غيّرَ حياته بالكامل، من إنسان مرح إلى رجل حزين، فقد أخته وصديقته ومصدر إلهامه، وقال: "يوم ما ماتت أسمهان، حصل لي انقلاب في حياتي".
وغنّى لها بعد رحيلها عددًا من الأغاني الحزينة، منها "بتبكي يا عين".
لغزٌ لم يُحل حتى يومنا هذا
رغم مرور أكثر من 80 عامًا على رحيلها، لا يزال موت أسمهان لغزًا يحوم حوله الكثير من الغموض.. من قتل أسمهان؟ هل كان حادثًا عابرًا؟ أم جريمة مكتملة الأركان؟ لم يُعرف الجواب حتى اليوم، وظلت أسمهان صوتًا خالدًا، وقصةً غير مكتملة.