عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

اتجاه معاكس: صافيناز كاظم بين الليبرالية والإسلامية

المراية

ندى يونس

3/12/20251 دقيقة قراءة

تُعتبر الكاتبة والناقدة صافيناز كاظم واحدة من الشخصيات النسائية القليلة في مصر التي تميّزت بالجرأة في الحوار والأسلوب الحاد في الدفاع عن أفكارها. وقد مرت حياتها بمحطات عديدة يمكن وصفها بالتناقض؛ إذ بدأت متأثرة بالتيار الليبرالي، ثم تحوّل مسار أفكارها إلى الفكر الإسلامي، مما جعل لها دورًا سياسيًا واجتماعيًا واضحًا، إلى جانب كونها أديبة متميزة.

وُلدت صافيناز كاظم عام 1937 في محافظة الإسكندرية، ودرست الصحافة في كلية الآداب بجامعة القاهرة. كانت متأثرة بشكل كبير بالتيار الليبرالي الذي كان منتشرًا بين الأدباء والمثقفين في الخمسينيات والستينيات، نتيجة التأثر بالغرب في ظل الاحتلال الإنجليزي.

وفي عام 1960، حصلت على منحة لدراسة الصحافة في جامعة نيويورك، حيث عاشت منفتحة على الثقافة الغربية، مما ساعدها على التعمق في الفكر الليبرالي الغربي. وبعد ست سنوات، عادت إلى مصر بعد إنهاء دراستها، لكن سرعان ما تغيّرت أفكارها عن الليبرالية، خاصة بعد نكسة 1967. وبعد تحليلها للمشهد السياسي والاجتماعي آنذاك، اعترفت بأن الليبرالية ليست فكرًا قادرًا على تقديم حلول حقيقية للمشكلات التي يواجهها المجتمع العربي، وبدأت في الابتعاد عنها تدريجيًا.

اتجهت بعد ذلك إلى قراءة أعمال مفكرين إسلاميين، مثل سيد قطب، الذي كان لكتاباته دور كبير في تحوّل أفكارها من الليبرالية إلى الإسلامية. وفي بداية السبعينيات، أعلنت هذا التحوّل بشكل رسمي، وارتدت الحجاب، وأصبحت من أبرز المدافعين عن الفكر الإسلامي والمعارضين للفكر الليبرالي.

اشتهر لها مقطع من مقابلة تلفزيونية في بداية عام 2020 مع الإعلامي فيصل القاسم على قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس. وعلى الرغم من تناول جزء من المقابلة بشكل ساخر على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك دفع البعض إلى البحث عنها كاملةً وتحليلها.

حلت صافيناز كاظم ضيفة في البرنامج، الذي يقوم على وجود رأي ورأي معارض، لمناقشة موضوعات خاصة بالمرأة، مثل تعدد الزوجات. وأوضحت أنها تؤيد تعدد الزوجات كحق شرعي وترفض انتقاده من منظور غربي، مؤكدةً على ضرورة العدل بين الزوجات، وأنها ترى أن الهجوم على التعدد جزء من مؤامرة غربية لطمس الهوية الإسلامية وفرض الفكر العلماني.

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إعادة إحياء هذه المقابلة، مما جعلها تصل إلى أجيال جديدة لم تشاهدها عند عرضها الأصلي، ولم تكن تعرف صافيناز كاظم من قبل. وأصبحت آراؤها مثار جدل مرة أخرى بين مؤيد ومعارض، مما دفع الجمهور إلى مناقشتها وإبداء آرائهم عبر التعليقات والمنشورات.