عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
بابا ماجد بين الحقيقة والدراما.. هل تجسد شخصية محمود حميدة واقعًا صادمًا؟
تقرير
باروميتر
عمرو دياب عبدالفتاح
3/27/20251 دقيقة قراءة


عبقرية محمود حميدة
أبدع الفنان محمود حميدة في دوره المعقد في مسلسل أولاد الشمس، حيث قام بدور ماجد العسوي، صاحب دار الأيتام. الشخصية المتلونة يعاملك برفق ولين، ويشعرك بأنك أحد أبنائه طالما أنك تستجيب لأوامره وتطيع رغباته. وبمجرد أن تعترض أو تعصي أوامره، ترى الوجه الآخر: القسوة والعنف والحرمان من حريتك، وقد يصل الأمر إلى الحبس والحرمان من الطعام.
جسد حميدة شخصية مركبة، شرير غير تقليدي يتحكم في مصير الأطفال، يستخدمهم في أعمال إجرامية دون أن يدركوا ذلك. لا يعتمد على العنف أو الإجبار، بل يتلاعب بهم، ويقنعهم بالطاعة بأسلوبه الماكر. شرير لكنه لا ينفعل، هادئ، كلماته مثل العسل، لكنها مدسوسة بالسم. أحيانًا يخيفك هدوؤه، وأحيانًا تخدعك ابتسامته الكاذبة، التي يخفي خلفها مكيدة سيوقعك بها.
الكثير من دور الأيتام تحمل معاناة أطفال دار الشمس
تُخصص دور الأيتام لرعاية من فقدوا أهلهم أو تعرضوا للإهمال أو العنف، ولا يتوفر لهم مكان آمن للعيش. الهدف الأساسي لدور الأيتام هو توفير بيئة مستقرة وآمنة للأطفال، وتلبية احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومأوى وتعليم ورعاية صحية. لكن غياب الرقابة يحولها أحيانًا إلى شيء أشبه بمعتقل أو بيئة لتربية المجرمين، مكان يسلب الأطفال أبسط حقوقهم، ويجعلهم يعيشون طفولة مشردة.
جرائم دور الأيتام.. من "دار مكة" إلى "نهر الحياة"
انتشرت جرائم دور الأيتام في فترة غابت فيها الرقابة، وأحيانًا تلوثت أيدي تلك الرقابة بهذه الجرائم. منها قضية "دار مكة"، التي استمر فيها تعذيب الأطفال لمدة أربع سنوات على يد مسؤول الدار، الذي لا يقل في قسوته عن "بابا ماجد"، حيث وُجد بحوزته بعد القبض عليه عشر عصي غليظة كان يعذب بها الأطفال.
تبين للنيابة، بعد التحقيقات، تستر مدير عام إدارة المتابعة والتوجيه بالإدارة العامة للأسرة والطفولة على جرائمه، كما استغل منصبه في ممارسة الإكراه المعنوي على أطفال الدار، وأجبرهم على إنكار تعرضهم للتعذيب والإيذاء النفسي والبدني، رغم علمه بذلك. كما قبل عطايا من رئيس مجلس إدارة الجمعية ودار الأيتام المذكورة مقابل تحريره بيانات على خلاف الحقيقة، تضمنت الشكر والتقدير للدار، دون ذكر أي مخالفات.
في واقعة مماثلة، أُقيلت مديرة دار أيتام "نهر الحياة"، أماني عبد المقصود، بعد انتشار مقطع فيديو لها وهي تعتدي على إحدى الفتيات في الدار تُدعى "رحمة"، مبررة ذلك بأنه في إطار "تقييم سلوكها". وبعد انتشار الفيديو، أعلنت وزيرة التضامن حينها، د. نيفين القباج، إقالة جميع أفراد مجلس الإدارة، وتعيين مجلس آخر.
هل "بابا ماجد" واقع مخفي؟
شخصية محمود حميدة في أولاد الشمس ليست مجرد دور درامي، بل تعكس واقعًا أكثر ظلامًا في بعض دور الأيتام التي تحولت من ملجأ للأطفال إلى مكان لانتهاكهم واستغلالهم. فهل تجسد شخصية "بابا ماجد" واقعًا مخفيًا؟ أم أن الحقيقة، كما في الدراما، أصعب مما نتصور؟