عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
بعد مسيرة ذهبية... علي فرج يعلن اعتزاله الإسكواش
تقرير
المراية
نورهان عادل
5/30/2025


في لحظة وداع لم تكن سهلة على محبّيه، ترجّل علي فرج، أحد أعظم لاعبي الإسكواش في التاريخ، عن عرشه، معلنًا نهاية مسيرة استثنائية رفعت اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية، وشكّلت علامة فارقة في تاريخ اللعبة.
في مقطع مصوّر، قال فرج بصوت بدت عليه التأثّر:
"بقلب ممتلئ، وعقل هادئ، وروح منفتحة، أعلن اليوم اعتزالي لعبتنا الجميلة بشكل فوري."
وهكذا، أُسدل الستار على مشوار امتد لأكثر من عقد من الإنجاز، كان خلاله أكثر من مجرّد لاعب، بل كان رمزًا.
من شوارع القاهرة إلى قمة العالم
وُلد علي فرج في 22 أبريل 1992 بحي المعادي في القاهرة. بدأ ممارسة الإسكواش في سن مبكرة، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت حين التحق بجامعة هارفارد الأمريكية لدراسة الهندسة الميكانيكية. هناك، جمع بين التفوّق الأكاديمي والرياضي، وقاد فريق الجامعة إلى أول لقب له في الدوري الجامعي بعد غياب دام 17 عامًا، قبل أن يتخرّج عام 2014 ويعود إلى الاحتراف بشغف أكبر وطموح لا يعرف الحدود.
بطل لا يُقهر، وأرقام لا تُنسى
كان فرج من أكثر اللاعبين استقرارًا على القمة في تاريخ اللعبة. بلغ التصنيف العالمي الأول في يونيو 2022، بعد أن حافظ على وجوده ضمن المراكز الثلاثة الأولى منذ ديسمبر 2017.
وعلى مدار مسيرته، تُوّج ببطولة العالم أربع مرات (2017، 2019، 2023، 2024)، واعتلى عرش التصنيف العالمي لمدة 238 أسبوعًا، في إنجاز لم يحققه سوى قلّة نادرة من اللاعبين.
لكن أرقام علي لم تكن مجرّد أرقام، بل كانت سردًا حيًّا لقصة إرادة لا تُكسر، وقوة ذهنية ميّزته داخل الملعب وخارجه
رسالة إنسانية خالدة
في لفتة نادرة بمشهد اعتزال رياضي، ختم فرج كلمته برسالة تضامن مؤثّرة، قال فيها:
"قلبي مع الشعب الفلسطيني، لن يكون الصمت جزءًا من التواطؤ."
وأكد أن الرياضة لا تنفصل عن القضايا الإنسانية، داعيًا إلى السلام والحرية والكرامة للشعوب المظلومة.
لماذا الآن؟
قرار الاعتزال، بحسب ما ألمح فرج، لم يكن وليد اللحظة، بل نتاج تفكير عميق ووعي بضرورة الرحيل في التوقيت المناسب.
وفي رسالته الوداعية، بدا ممتنًا لما منحه له الإسكواش، لكنه في الوقت ذاته بدا مستعدًا لفتح صفحة جديدة.
قال:
"لا توجد طريقة سهلة لقول هذا، لكني أعلم في داخلي أن الوقت قد حان. لن أندم أبدًا على كل نقطة لعبتها، وكل لحظة عشتها على هذا الملعب."
إشادة عالمية ومكانة خالدة
أشادت رابطة اللاعبين المحترفين PSA بعلي فرج، واصفة إياه بـ"أحد أعظم اللاعبين على الإطلاق". فقد جمعت مسيرته بين التفوّق الرياضي، والاحترافية الأكاديمية، والمواقف الأخلاقية. لم يكن مجرد بطل داخل الملعب، بل نموذجًا يُحتذى به خارجه.
نهاية مشوار وبداية أثر
رحل علي فرج عن ملاعب الإسكواش، لكنه ترك إرثًا من الانتصارات والإلهام. لقد علّمنا أن البطولة ليست مجرد تتويجات، بل مواقف، وشغف، وكرامة. واليوم، وهو يغلق هذا الباب، يفتح أبوابًا جديدة لحياة عائلية، وإنسانية، وربما مجتمعية، ستكون حتمًا على نفس القدر من التأثير.

