بعد نجاتها من القصف.. من هي المذيعة الإيرانية سحر إمامي؟

تعرضت المذيعة الإيرانية سحر إمامي، إحدى أبرز وجوه قناة "الإخبارية الإيرانية" (IRINN)، لقصف مباشر أثناء تقديمها نشرة إخبارية على الهواء، نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB) في طهران، ورغم الانفجار الذي تسبب في اهتزاز الاستوديو وانقطاع البث، عادت سحر إمامي للظهور بعد دقائق من استوديو احتياطي لتكمل النشرة بهدوء وثبات، ما جعل منها رمزًا إعلاميًا محليًا ودوليًا للصمود في وجه الخطر.

وقعت الغارة في صباح يوم 16 يونيو 2025، حيث كانت إمامي تقرأ عناوين النشرة حين دوى انفجار ضخم بالقرب من مبنى التلفزيون الرسمي.

وأظهرت الكاميرات اهتزاز الصورة، ثم تساقط الغبار من السقف وهروب الطاقم، بينما سُمعت أصوات التكبير والخوف داخل الاستوديو، الفيديو انتشر بشكل واسع وأثار تعاطفًا عالميًا، نظرًا لظهوره المباشر على الهواء.

ورغم حالة الفوضى، تمكن فريق الأخبار من الانتقال إلى استوديو بديل، لتفاجئ سحر إمامي الجمهور بعودتها إلى الشاشة خلال أقل من نصف ساعة، وهي تتابع تغطية الأحداث بأداء متماسك ونبرة واثقة. ووصفت الهجوم بأنه "اعتداء سافر على الإعلام الإيراني"، مؤكدة أن "الصوت الإيراني لن يُسكت".

وأشاد رواد مواقع التواصل بالمذيعة، وتصدّر اسمها وسم "سحر إمامي" في منصات عربية وإيرانية. واعتبرها كثيرون "بطلة إعلامية" و"رمزًا نسائيًا للقوة"، كما صدرت بيانات إدانة من نقابات إعلامية، من بينها "اتحاد الصحفيين الإيرانيين"، و"مراسلون بلا حدود"، مشيرين إلى أن ما جرى "استهداف متعمد للصحافة".

ووصفت الخارجية الإيرانية الغارة بأنها "جريمة حرب"، مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل، فيما أكدت الهيئة الوطنية للإعلام استمرار البث من مواقع بديلة؛ في المقابل، التزمت إسرائيل الصمت الرسمي، رغم تقارير عبرية تحدثت عن "استهداف بنية دعائية مؤثرة".

من هي سحر إمامي؟

سحر إمامي، إعلامية إيرانية تعمل منذ سنوات في القناة الإخبارية الرسمية، وتُعرف بظهورها في نشرات الأخبار السياسية والتغطيات الطارئة؛ لم يكن لها شهرة خارج إيران قبل الحادثة، لكنها تحوّلت بعدها إلى أيقونة إعلامية يُستشهد بها عند الحديث عن شجاعة الميدان.