عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

بين تجاعيد التعبير وتجاعيد العمر.. ريهام عبد الغفور وريم مصطفى وجهان لقضية واحدة

تقرير

خط النار

دنيا الحلال

4/18/20251 دقيقة قراءة

في موسم درامي مزدحم بالمنافسة، ظهرت مفارقة لافتة أثارت نقاشًا واسعًا، ليس فقط حول الأداء التمثيلي، بل حول معايير الجمال، وضغط الشكل، وتوقعات الجمهور من النجمات، وخاصة مع تقدّمهن في العمر.

الفنانة ريم مصطفى تعرّضت لهجوم واسع بعد مشهدها الشهير في مسلسل "سيد الناس" خلال موسم دراما رمضان الماضي، والذي أدّت فيه مشهدًا انفعاليًا تضمن صراخها بجملة: "أنت اللي قتلت ابني يا مجدي!".

ورغم قوة الحدث الدرامي، لم يتمكّن كثيرون من التفاعل مع المشهد بالشكل المتوقع، نتيجة ما وصفه الجمهور بـ"جمود الملامح" الناتج عن الإجراءات التجميلية المبالغ فيها، والتي أفقدت وجهها القدرة على التعبير.

الانتقادات لم تقتصر على أداء ريم فقط، بل تحوّلت إلى موجة تنمّر قاسية على شكلها، اتهمها البعض خلالها بالتضحية بموهبتها لصالح مظهرها، في مفارقة مؤسفة تكشف حجم الضغوط التي تواجهها الفنانات.

وفي المقابل، أطلت الفنانة ريهام عبد الغفور، التي تنتمي لنفس الجيل تقريبًا، في مسلسل "ظلم المصطبة"، بأداء درامي لافت نال إشادة واسعة من النقّاد والجمهور، نظرًا لصدق تعبيراتها وقدرتها على نقل المشاعر المعقّدة دون مبالغة أو تصنّع، وقد لاحظ المتابعون مدى حفاظها على طبيعة ملامحها بعيدًا عن الإجراءات التجميلية، وهو ما انعكس إيجابًا على قوة أدائها.

ورغم ذلك، لم تسلم ريهام هي الأخرى من موجة تنمّر طالت مظهرها وسنّها، ما دفعها لنشر منشور مؤثر عبر حسابها الرسمي، قالت فيه:

"ممكن تتناقشوا في موضوع إني كبرت وعجزت وبقى عندي ٧٠ سنة في حتة تانية غير صفحتي، عشان ولادي بيتأذوا لما بيشوفوا أمهم بيتم التنمر عليها."

وجهان لنفس الضغط

ريهام وريم، رغم اختلاف اختياراتهما، كانتا ضحية لنفس المنظومة؛ ريم اختارت الحفاظ على مظهر شاب، فاتهموها بتجميد إحساسها، وريهام اختارت التمسّك بملامحها الحقيقية، فاتهموها بأنها "عجّزت".

وعبّرت ريم مصطفى، في لقاء سابق عن رأيها في التجميل بقولها: "أنا بحب أكون بأفضل شكل ممكن، بس ده لا يمنع إني بأشتغل على موهبتي."

في حين صرّحت ريهام عبد الغفور: "أنا مش موديل، أنا ممثلة، والتمثيل محتاج وش يعبّر ويتغيّر ويتكلم من غير قيود."

المرأة بين قسوة الكاميرا وقسوة التوقعات

وفي النهاية، تكشف قصة ريهام عبد الغفور وريم مصطفى عن معضلة أعمق من مجرد ملامح وجه أو اختيارات تجميلية؛ إنها مرآة تعكس واقعًا قاسيًا تعيشه الفنانات في عالم يُملي عليهن معايير صارمة للجمال، ويضعهن في مواجهة دائمة مع الزمن والجمهور، ما بين من ترفض أن تغيّر ملامحها وتُتهم بالشيخوخة، ومن تحاول الحفاظ على مظهرها فتُدان بانفصالها عن الإحساس.

وتظهر المفارقة التي تفضح قسوة الأحكام المسبقة، وضغط "الكمال" الذي لا يرحم، إلا أن الموهبة تبقى هي الفيصل الحقيقي، وتبقى حرية الاختيار -دون تنمّر أو جلد- حقًا أصيلًا لكل فنانة في معركتها مع "تجاعيد التعبير" و"تجاعيد العمر".