عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

د. أحمد عمر هاشم.. صوت الوسطية والدفاع عن الحق

تقرير

المراية

ميادة عيسى

5/17/20251 دقيقة قراءة

دائمًا ما تبرز شخصيات تجمع بين العلم والموقف، فتتحول إلى منارات تنير دروب الأمة، ومن هؤلاء الدكتور أحمد عمر هاشم، عالم الأزهر الجليل، الذي لم يكتفِ بدور العالم الديني التقليدي، بل أصبح رمزًا للوسطية والجرأة في مواجهة التحديات، فبمواقفه الوطنية، وخطبه الرنانة، ومؤلفاته العميقة، استطاع هاشم أن يؤثر في أجيال متعاقبة، مدافعًا عن السنة النبوية، داعمًا للقضايا العادلة، وملهمًا للشباب.

مسيرة علمية

وُلد أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941 بقرية بني عامر بالزقازيق، محافظة الشرقية، في أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، ونشأ في بيئة دينية، حيث أصر والده على التحاقه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، رغم قدرته على دخول أي كلية بفضل تفوقه، وتخرّج عام 1961، ثم حصل على الماجستير في الحديث وعلومه عام 1969، والدكتوراه عام 1983، ليصبح أستاذًا للحديث وعلومه.

شغل منصب رئيس جامعة الأزهر (1995 - 2003)، وعضو هيئة كبار العلماء، وشارك في العديد من المؤسسات الثقافية والإسلامية، مثل مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للطرق الصوفية.

مؤلفاته، مثل "دفاع عن الحديث النبوي" و*"الدعوة الإسلامية: منهجها ومعالمها"*، تؤكد التزامه بنشر الفكر الوسطي.

مواقف وطنية

اشتهر د. هاشم بمواقفه الجريئة دعمًا للقضايا الوطنية والإسلامية، ففي مايو 2021، ألقى خطبة جمعة بالجامع الأزهر، نقلها التلفزيون المصري، ندد فيها بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى، قائلًا: "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، ودعا إلى تشكيل "قوة ردع إسلامية"، ووصف الصهاينة بـ"شذاذ الأرض"، وانتقد صمت الحكام العرب، ما أثار تفاعلاً واسعًا على منصة X، حيث أشاد مغردون بجرأته.

في 2023، خلال ندوة بمعرض الكتاب، أشاد نقيب الأشراف محمود الشريف بدور هاشم في عودة نقابة الأشراف، وموقفه الوطني أثناء غزو الكويت، حيث أثّر خطابه في مجلس الشعب على قرارات حكام عرب.

ولأن قضايا الأمة كانت دائمًا حاضرة في قلبه، لم يكن غريبًا أن يحمل لواء دعم القضية الفلسطينية.

دعم القضية الفلسطينية

كان د. هاشم صوتًا قويًا للقضية الفلسطينية، ففي نوفمبر 2024، خلال مؤتمر الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري، وجّه رسالة للمجاهدين في فلسطين، قائلًا: "عليكم بالصمود والثبات"، وحذّر من التغاضي عن "المجازر والإبادة"، مؤكدًا أن "التاريخ سيحاسب" المتخاذلين.

تصريحاته، التي نقلتها قناة الجزيرة على X، ألهمت الشباب العربي، خاصة طلاب الأزهر، الذين يرونه رمزًا للدفاع عن الحق.

هذا الموقف يعكس التزامه الدائم بدعم القضية، كما أكد في خطبه المتكررة بالجامع الأزهر، حيث يركز على وحدة الأمة واستعادة الحقوق بالقوة والإيمان.

إلهام شبابي

يُعد د. هاشم ملهمًا للشباب بفضل خطبه ومشاركاته التي تجمع بين العمق العلمي والحماس الدعوي، ففي مارس 2024، حث الشباب في حوار مع النهار على اغتنام فرص الشباب، قائلًا: "أنتم قادرون على الكثير من العمل والعبادة"، مشددًا على أهمية العمر والصحة.

دوره كأستاذ للحديث وعلومه شكّل أجيالًا من طلاب الأزهر، الذين يرون فيه نموذجًا للعالم الملتزم، وعلى منصة X، تتداول منشورات تصفه بـ"الإمام المجدد"، خاصة بعد خطبه الأسبوعية التي يحرص عليها رغم تقدمه في العمر.

تصريحاته عن تجديد الخطاب الديني في 2024، خلال برنامج من القلب للقلب، عززت تأثيره على الشباب الذين يبحثون عن فهم ديني متوازن.

مواجهة التطرف

ساهم د. أحمد عمر هاشم أكاديميًا في مواجهة التطرف من خلال دوره كعالم حديث وعضو هيئة كبار العلماء، ففي أكتوبر 2024، شارك كرئيس لجنة مناقشة رسالة دكتوراه بجامعة الزقازيق بعنوان "مراكز الفكر الديني وأثرها في مواجهة التطرف والإرهاب"، مؤكدًا: "الفكر الديني الصحيح يقاوم التطرف بالعلم والحجة".

هذا الجهد يعكس التزامه بنشر الوسطية عبر البحث العلمي، كما تؤكد مؤلفاته مثل "دفاع عن الحديث النبوي" دوره في تصحيح المفاهيم المتطرفة.

تجديد الخطاب

دافع د. أحمد عمر هاشم عن تجديد الخطاب الديني ليتناسب مع تحديات العصر، ففي حوار مع المصري اليوم عام 2021، قال: "دعوة تجديد الخطاب الديني هي دعوة حق ونداء صدق؛ لأن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال".

أكد أن القرآن والسنة يوفران مرونة للاجتهاد، داعيًا إلى تبسيط الخطاب ليصل للجميع.

هذه الرؤية عززها في لقاء 2022 مع أحمد موسى على صدى البلد، مشددًا على ضرورة دراسة الدين لتجنب التطرف.

روح إنسانية

يكمن وراء العالم الجليل، إنسان قريب من الناس، ففي مارس 2025، ظهر في برنامج فأعف عنا على قناة هي، متحدثًا عن السيدة أم سلمة وموقفها في صلح الحديبية، مؤكدًا حصافة عقلها.

رغم إصابته بوعكة صحية في أبريل 2025، أكدت مصادر لـالدستور استقرار حالته، وأنه غادر المستشفى بروح متفائلة.

تفاعل الجمهور على X، داعين له بالشفاء، يعكس محبتهم له.

في 2023، أمر الرئيس السيسي بنقل هاشم من مالطا إلى مصر بطائرة مجهزة بعد وعكة صحية أثناء مؤتمر، وهو ما أشاد به الجمهور كدليل على تقدير الدولة له.

هذه اللمحات تُظهر إنسانيته، حيث يجمع بين العطاء العلمي والقرب من الناس.

تأثير مستمر

رغم تقدمه في العمر، يظل د. أحمد عمر هاشم رمزًا للوسطية والتأثير.

خُطَبه الأسبوعية بالجامع الأزهر، وظهوره في المناسبات الدينية، مثل احتفالية المولد النبوي 2024، حيث كرّمه الرئيس السيسي، تؤكد حضوره القوي.

يتداول الشباب على X مقاطع من خطبه، مشيدين ببلاغته وجرأته.

مؤلفاته، التي تُوزع في معارض الكتاب، ومشاركاته في مؤتمرات دولية، تجعله مرجعًا عالميًا.

تأثيره لا يقتصر على مصر، بل يمتد للعالم الإسلامي، حيث يُنظر إليه كمدافع عن السنة وداعية للوحدة.

د. هاشم ليس مجرد عالم، بل صوت الحق الذي

يُلهم الأمة للعودة إلى جذورها بقوة واعتدال.