عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
"داليا زيادة" الوجه الجديد للخيانة
مقال
خط النار
شهد عبدالفتاح
4/10/20251 دقيقة قراءة


قديمًا كانوا جواسيس الموساد يتخفون بين الناس حتى لا يعرفهم أحد، علاقتهم بإسرائيل تكون مستترة وفي الخفاء، فقد سجل التاريخ قصة "إيلي كوهين" الجاسوس الذي زرعه الموساد في قلب "سوريا" باسم "كامل أمين ثابت" عام 1962، كما أنه كاد يصل إلى أعلى المناصب في سوريا فضلًا عن قربه من الرئيس السوري آنذاك "أمين الحافظ".
سَطَّر التاريخ أيضًا قصة الجاسوسة اللبنانية "شولا كوهين" التي عملت لصالح طموحها في الوطن التوراتي للصهيونية وكانت شوكة في ظهر وطنها، و"إنشراح موسى" المصرية التي جندها الاحتلال وزوجها "إبراهيم" ضد مصر في فترة النكسة عام 1967، وغيرهم الكثير من الجواسيس الذين زرعهم الموساد في جسد أوطاننا.
لكن اليوم بعد عمليات التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات التقنية بين الدول العربية وإسرائيل لم يعد الموساد بحاجة إلى التستر على جواسيسه أو زرعهم في البلدان العربية، فقد تحول العدو التاريخي إلى حليف استراتيجي، يشهد العالم في هذه الحقبة وجه جديد للجاسوسية والخيانة كوجه "داليا زيادة" التي أعلنت بكل صراحة دعمها الكامل لإسرائيل في حربها، بل لم تجرؤ على مهاجمة إسرائيل أو حتى لومهم على ما يرتكبونه من إبادة جماعية ومجازر في حق أبرياء غزة، لم تستحِ داليا من الظهور في الإعلام العبري لتأييد ودعم الرواية الصهيونية.
لم تفكر في قول أن الفلسطينيين مسلوبو الحق منذ سنوات طويلة، بل لم تكتفِ بذلك فقط وإنما سفهت من خطة مصر التي طرحتها بشأن غزة وهي تقف على منصة مرفوع عليها علم إسرائيل وتخطبُ والجمهور الإسرائيلي أمامها.
تلك المرأة التي تحمل الجنسية المصرية والهوية العربية والإسلامية وترتدي حجابًا، تبدو مثل استنساخًا صهيونيًا لتنفيذ أجندة دولة الاحتلال؛ فكانت في ظهر أمتها خِنجرًا.
منذ اليوم الأول من الحرب لم تبرح داليا فرصة حتى تبلغ إثارة الجدل حولها بفضل تصريحاتها التي تخدم الاحتلال غير مبالية بأيديهم الملطخة بدماء الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، وهذا في الحقيقة ليس بجديد عليها فهي تدعم الحركة الصهيونية منذ سنوات طويلة بل وكانت من أوائل الحاضرين لجميع الندوات المؤيدة لها، واشتهرت بمهاجمتها للأزهر الشريف واستنكارها الكثير من شعائر الإسلام.
ليست "داليا" المثال الوحيد للخيانة وإن كانت هي الأوضح فبعض الخونة يظهر عليهم حب الوطن ولا يكفون عن استخدام الشعارات الرنانة؛ لذا فلا يخدعنك هُتاف القومِ بالوطن فالقوم في السرِ غير القوم في العلن، لكن في المقابل يظهر لنا أُناس على استعداد لنصرة المظلومين وقول كلمة حق غير مباليين بالعواقب كمثل "إبتهال أبو السعد" موظفة مايكروسوفت التي أبهرت العالم بشجاعتها ومبادئها بعدما استنكرت دعم الشركة للإبادة في غزة وبرأت نفسها من دم الشعب المنكوب.
شتان الفارق بين "داليا" و "إبتهال"، الأولى تقف اليوم دفاعًا عن إسرائيل، وتدعم كل ما يقوم به الكيان المحتل من قتل وتدمير وتذبيح لأطفالنا، مُعللة ذلك بأنه دفاع عن النفس ودفاع عن الأرض! فأي نفس تلك وأي أرض التي تعنيها "داليا"؟ أتقولب المُحتل إلى صاحب؟ وصار صاحب الأرض غريبًا؟
والثانية دفعت كل غال ونفيس دفاعًا عن بني جلدتها، فقدت وظيفتها، ومن الطبيعي أنها أصبحت مستهدفة في كل مكان تذهب إليه، ولكنها كشفت وجهًا قبيحاً، وضربت بأسهم "مايكروسوفت" عرض الحائط -وإن كان مؤقتًا-.
لطالما آمنتُ أن الكلمة أقوى من الرصاص، فإما أن تكون حرًا شامخًا بكلماتك في وجه الظلم أو تكون أسيرًا بها في يد الظالم، أمامك دومًا أن تكون إحدى الفتاتين؛ إما أن تكون "إبتهال" وإما أن تكون "داليا"، وعلى كل حال فالموقف لا يتغير برأيهما، وإنما هما مثالان بسيطان في مدلولهما؛ أن الحرية لا تشترى، وأن الخيانة دماء تورث، وكل منا يختار الطريق الذي يرى.