عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
دارين طاطور: قصيدة تحت المحاكمة
المراية
سهيلة محمود
3/12/20251 دقيقة قراءة


دارين طاطور كاتبة وشاعرة فلسطينية وُلِدت عام 1982 في قرية الرينة. اشتهرت بقضيتها القانونية، حيث صدر بحقها حكم بالسجن بسبب قصيدة ألقتها ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تضمنت القصيدة دعوة إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على حق الفلسطينيين في الصمود، لكن السلطات الإسرائيلية لم تعتبرها مجرد تعبير أدبي، بل وجهت إليها تهمة "التحريض على العنف ودعم منظمة إرهابية".
قصيدة تثير الجدل
نشرت دارين طاطور قصيدة بعنوان "قاوم يا شعبي قاومهم" على فيسبوك، تضمنت إشادة بالشهداء، وتنديدًا بسياسات الاحتلال، ودعوةً إلى الثبات في وجه المعتدين. كما نشرت عدة منشورات تدعم القضية الفلسطينية، ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى اتهامها بـالتحريض العلني.
اعتُقلت دارين في 11 أكتوبر 2015، وخضعت لمحاكمة استمرت ثلاث سنوات، دافعت خلالها عن نفسها مؤكدةً أن القصيدة "تعبير أدبي عن معاناة الفلسطينيين"، وليس دعوة للعنف.
الإقامة الجبرية
بعد إطلاق سراحها المشروط، فُرضت على دارين طاطور إقامة جبرية لمدة عامين، حيث أُرغمت على البقاء في منزل عائلتها، مُنعت من التواصل مع الناشطين السياسيين، وتم وضعها تحت المراقبة الأمنية. كما قُيّد وصولها إلى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وأُلزمت بدفع كفالة مالية لضمان التزامها بالشروط المفروضة.
العودة إلى السجن
في 31 يوليو 2018، قضت المحكمة الإسرائيلية بسجن دارين لمدة خمسة أشهر إضافية، بدعوى استمرارها في نشر محتوى تحريضي. وعلى الرغم من التزامها بشروط الإفراج، إلا أنها أُدينت رسميًا بتهمة "التحريض على العنف ودعم الإرهاب"، ليُعاد اعتقالها مجددًا. وبعد أن كانت قد قضت ثلاثة أشهر في الاحتجاز سابقًا، أمضت شهرين إضافيين في السجن، قبل الإفراج عنها في 13 سبتمبر 2018.
انتقادات واسعة
أثارت محاكمة دارين طاطور جدلًا واسعًا، حيث اعتُبرت قضيتها انتهاكًا لحرية التعبير، وقمعًا للأدب والشعر الفلسطيني المقاوم.
واجهت إسرائيل انتقادات حادة من قبل المنظمات الحقوقية والصحفية الدولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، التي اعتبرت سجن دارين جزءًا من سياسة إسرائيلية أوسع لتكميم المثقفين الفلسطينيين. كما تناول صحفيون عالميون القضية، وسلطوا الضوء على تداعياتها الخطيرة على حرية الإبداع والتعبير في فلسطين.
ازدواجية المعايير الإسرائيلية
خلال محاكمة دارين طاطور، انتشرت في إسرائيل منشورات تحريضية صريحة ضد الفلسطينيين، كتبها إسرائيليون دون أن يتعرضوا لأي ملاحقة قانونية.
وثّقت منظمات حقوقية دولية مواقف عديدة أظهرت ازدواجية المعايير في التعامل مع حرية التعبير؛ ففي الوقت الذي حُكم فيه على شاعرة فلسطينية بالسجن بسبب قصيدة، تم التغاضي عن دعوات عنف صريحة نشرها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين.
تبرز قضية دارين طاطور كدليل واضح على التضييق الإسرائيلي على المثقفين الفلسطينيين، ومحاولات إسكات الأصوات التي تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني، حتى وإن كانت عبر الفن والأدب.