عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

ديانا بين الحب والرحيل.. علاقة مثيرة للجدل ونهاية غامضة تخلدها المزادات حتى اليوم

تقرير

وجه آخر

ندى محمد

6/21/20251 دقيقة قراءة

شهدت السنوات الأخيرة مزادات عدة لمقتنيات الأميرة ديانا، بدءًا من أول مزاد نظمته بنفسها عام 1997 لدعم الأعمال الخيرية، وصولًا إلى أكبرها المرتقب في 26 يونيو الجاري من تنظيم دار Julien’s Auctions، والذي يضم أكثر من 300 قطعة نادرة من أزيائها وإكسسواراتها.

ويعكس هذا الاهتمام المستمر قصة إنسانية مؤثرة لامرأة واجهت القصر والإعلام، وانتهت حياتها في حادث غامض لا تزال أسئلته قائمة.

علاقة ديانا ودودي.. صيف من العاطفة والهروب

في صيف عام 1997، ومع اشتداد حرارة شهر يوليو، بدأت العلاقة بين الأميرة ديانا ودودي الفايد، نجل رجل الأعمال المصري محمد الفايد، تخرج إلى العلن، كانت ديانا آنذاك في رحلة استجمام على متن يخت "جونكال" الفاخر المملوك لعائلة الفايد، وقد رست السفينة في موانئ متعددة على سواحل فرنسا وإيطاليا.

وخلال تلك الرحلات، رُصدت ديانا ودودي معًا في لحظات حميمة التُقطت بعدسات المصورين، ما أثار جدلاً واسعًا في وسائل الإعلام العالمية، التي لم تتركهما لحظة دون ملاحقة.

ما بعد الانفصال عن خان

قُبيل هذا الصيف، كانت ديانا قد خرجت لتوها من علاقة مع جراح القلب الباكستاني حسنات خان، وهي علاقة دامت عامين وانتهت في يونيو 1997، حسب ما روته صديقتها المقربة روزا مونكتون.

ويُعتقد أن انفصالها عن خان كان سببًا مباشرًا في قبولها دعوة محمد الفايد لقضاء عطلة الصيف مع عائلته في فرنسا والتي تعرفت من خلالها على ابنه الأكبر دودي وذهبت معه في رحلة على متن اليخت، حيث كانت تسعى للهروب من ضغوط الحياة الملكية والتداعيات العاطفية للانفصال.

وبحلول منتصف أغسطس، تصاعد اهتمام الإعلام بعلاقة دودي وديانا، وبدأت الشائعات تنتشر حول إمكانية خطبتهما، بل وحتى زواجهما القريب، وتباينت ردود الأفعال بين من رأى في العلاقة قصة حب جديدة لأميرة القلوب، ومن اعتبرها خروجًا عن البروتوكول الملكي وتقاليد الأسرة الحاكمة البريطانية.

موقف العائلة المالكة ومحمد الفايد

ردود الأفعال داخل العائلة المالكة البريطانية كانت متحفظة إلى حدٍ كبير، فبحسب تقارير لاحقة، لم يكن لقصر باكنغهام أي تعليق رسمي على العلاقة، إلا أن التسريبات الصحفية أشارت إلى قلق المؤسسة الملكية من التبعات المحتملة لهذه العلاقة، خاصة وأن دودي مسلم الديانة، ما قد يثير تساؤلات معقدة حول وضع ديانا، كأم لولي العرش الثاني، في حال زواجها منه.

أما محمد الفايد، والد دودي، فكان داعمًا بقوة للعلاقة، بل ويُعتقد أنه لعب دورًا في التقريب بين الاثنين؛ الفايد الأب، الذي كان يطمح منذ سنوات للقبول الكامل من قبل المؤسسة البريطانية، رأى في ارتباط ابنه بأميرة ويلز السابقة فرصة للاندماج في المجتمع البريطاني الراقي، وربما حتى لنيل الاعتراف الملكي.

لاحقًا، وبعد الحادث المأساوي، سيظل محمد الفايد مقتنعًا بأن ما حدث لم يكن مجرد حادث عابر، بل مؤامرة دُبّرت لمنع ديانا ودودي من الزواج.

ليلة الحادث المأساوي

في ليلة 30 أغسطس 1997، وصل دودي وديانا إلى باريس قادمين من سردينيا، حيث كانا يقيمان في جناح فندقي فاخر بفندق "ريتز" المملوك لعائلة الفايد.

وبحلول المساء، قرر الاثنان مغادرة الفندق والتوجه إلى شقة خاصة يمتلكها دودي في شارع "أرسين هوساي" بالقرب من شارع الشانزليزيه، الصحفيون والمصورون كانوا لهم بالمرصاد، يلاحقون كل تحركاتهما.

وللتهرب من مطاردة الباباراتزي، خُطط لتحرك مفاجئ عبر الباب الخلفي للفندق، على الرغم من طلب محمد الفايد من ابنه دودي أن يظل هو وديانا داخل الفندق، لكن ماحدث غير ذلك.

واستطاع نائب رئيس أمن الفندق إقناع دودي وديانا بالخروج من الفندق وأنه سيتكفل بالصحفيين، ليستقل دودي وديانا سيارة سوداء اللون، يقودها هنري بول، الذي أشارت التحقيقات لاحقًا إلى أنه كان تحت تأثير الكحول والمهدئات وقت الحادث.

وفي الساعات الأولى من فجر 31 أغسطس، وبينما كانت السيارة تسير بسرعة عالية داخل نفق "ألما"، فقد السائق السيطرة واصطدمت السيارة بأحد أعمدة النفق، لقي دودي مصرعه في الحال، وكذلك السائق هنري بول، بينما نُقلت ديانا في إلى مستشفى "لا بيت سالبتريير"، والتي كانت واعية لما يحدث.

وبحسب بعض الروايات أنها عندما وصولت إلى المستشفى يكتشف الأطباء أنها تعاني من نزيف داخلي بسبب تمزق الشريان الأورطي، ولكنهم لم يستطيعوا إنقاذها لتفارق الحياة بعد ساعات من محاولة الأطباء إنقاذها.

التحقيقات ونظريات المؤامرة

أثار الحادث صدمة عالمية، وتدفقت مشاعر الحزن من مختلف بقاع العالم، خاصة من بريطانيا، حيث اعتُبرت ديانا رمزًا للرحمة والإنسانية، وبالتوازي مع مشاعر الفقد، بدأت الشكوك والتساؤلات تُثار حول ملابسات الحادث، كانت هناك مطالبات بإجراء تحقيق شفاف، لا سيما مع تسرب تقارير تفيد بأن السائق كان تحت تأثير الكحول، وأن هناك خللاً أمنيًا في ترتيب خروجهما من الفندق.

محمد الفايد، والد دودي، كان من أبرز المشككين في الرواية الرسمية، وصرّح مرارًا أن الحادث كان مدبّرًا من قبل الاستخبارات البريطانية وبتواطؤ من قصر باكنغهام، لمنع ديانا من الزواج من ابنه، الأمر الذي اعتبره تهديدًا للملكية البريطانية، في المقابل، نفى القصر هذه الادعاءات تمامًا، وأُجريت تحقيقات مطولة من قبل الشرطة الفرنسية ثم البريطانية في إطار عملية "بيجيت".

بين الإهمال والاغتيال

وفي عام 2006، أشارت التحقيقات البريطانية إلى أن الحادث كان نتيجة القيادة المتهورة لهنري بول تحت تأثير الكحول، مع تحميل الباباراتزي جزءًا من المسؤولية، لكن لم يتوقف محمد الفايد عن البحث حول هذا الحادث وذلك بعد تكليفه فريق لتحقيق ومن أبرز هذه التحقيقات البحث حول سائق السيارة البيضاء التي تسببت في الحادث.

وتوفى سائقها بعد 3 سنوات من الحادثة حيث عثر عليه في سيارته متفحما، وعلم الفايد أن صاحب هذه السيارة هو الصحفي جيمس أندوسون والذي ترك باريس بعد الحادثة على الفور، قامت المخابرات البريطانية بتجنيده لكي يقوم بالظهور بسيارته أمام سيارة دودي وديانا لافتعال الحادث.

اتهامات الفايد بتورط المخابرات البريطانية في اغتيال ديانا

ولم يتوقف الفايد هنا بل ظهر خلال بحثه أن هنري بول كان في تدريب طيران أي أن مرتبه 180 ألف إسترليني، ويعد هذا المبلغ صغير على ما يملكه هنري بول، كما كشف عن عدم وجود أي من المواد الكحولية أو المخدرات داخل التحليل كما نشرت الجهات المختصة.

وأكد أن هنري يعمل في المخابرات البريطانية التي أمرت بقتل ديانا لحملها من ابنه دودي لأنه مسلم الديانة وهذا ما لا تقبله العائلة المالكة والمخابرات.

وما زاد حديث الفايد تأكيداً، هو الظابط المخابرات البريطاني السابق ريتشارد توملينسون، والذي أكد أن هنري بول كان أحد زملائه في المخابرات البريطانية وأنه رأى اسمه في الكثير من الملفات.

وبحسب التحريات التي قام بها الفايد أن هنري لم يكن يعلم أن المخابرات البريطانية ستقوم بقتله مع ديانا ودودوي، حتى لا يسرب هذه المعلومات، وتعددت الأقاويل حيث ظهر الحارس الذي كان في سيارة ديانا ودودي أن هنري كان تحت تأثير الكحول، والذي يعد تغيير واضح لأقواله بعد أن ظهر في قناة ity عام 1998، وقال أن هنري لم يكن يتعاضى الكحول بل كان يتناوله أثناء الطعام كما السائد في فرنسا.

اتهامات لم تتراجع رغم التحقيقات

في شهادته أمام المحكمة العليا البريطانية عام 2007، كرر محمد الفايد اتهاماته، مصرًّا على أن ديانا كانت حاملًا، وأن زواجها من دودي كان وشيكًا، وأن القصر الملكي لم يكن ليسمح بوجود أم لولي العرش بريطاني من ديانة أخرى.

ورغم أن التحقيق البريطاني دحض تلك الرواية، وزعموا أن تشريح جثة ديانا لم يظهر عن حملها، إلا أن الفايد ظل متمسكًا بها، وقدم خلالها 175 ادعاءً متنوعًا، مؤكدًا أكد أن الأطباء زعموا إصابة ديانا بنزيف داخلي، لكي يستطيعوا إدخالها غرفة العمليات ليتخلصوا من الجنين حتى لا يظهر وجود له لتظهر الحادث كأنها لم تكن مفتعلة، لم يتراجع عن تكرارها في الإعلام لاحقًا.

ورغم مرور سنوات طويلة على رحيل ديانا، ظلت علاقتها بدودي، موضع جدل، بين من رأى فيها حبًا صادقًا لم يكتمل، ومن اعتبرها فصلًا عابرًا في حياة مضطربة، وحاولت العديد من الكتب والأفلام الوثائقية حاولت إعادة تركيب تلك الأسابيع الأخيرة في حياة ديانا، بعضها روج لنظريات المؤامرة، والبعض الآخر اكتفى بسرد الوقائع.