عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

في ذكرى ميلاد العرّاب أحمد خالد توفيق: "البُعد لا يقلل المحبة"

مقال

المراية

منى حامد

6/11/20251 دقيقة قراءة

"العزيز يظل عزيزًا، حتى إن كان بعيدًا عن الأعين." – أحمد خالد توفيق

في العاشر من يونيو من كل عام، يتجدد الحنين إلى كاتبٍ استثنائي غيّر حياة جيلٍ كامل، إنه الدكتور أحمد خالد توفيق، المعروف بلقب "العرّاب"، الطبيب الذي أصبح كاتبًا، والكاتب الذي أصبح صديقًا مقربًا لقرّائه، رغم أنه لم يلتقِ بهم وجهًا لوجه، لم يكن أحمد خالد توفيق مجرد مؤلف كتب، بل كان صوتًا صادقًا، عبّر عن مشاعر الشباب وتساؤلاتهم بلغةٍ بسيطة، قريبةٍ من القلب، هو من كتب أولى روايات الرعب والخيال العلمي بأسلوبٍ مفهوم وسهل، بعيد عن التعقيد، فجعَل من القراءة عادةً جميلة لمن لم يكن يقرأ من قبل.

الكتابة من القلب.. إلى القلب

لم يكن أحمد خالد توفيق يهتم بالشهرة، ولم يسعَ لأن يكون نجمًا، كان يكتب لأنه يحب الكتابة، وكان يرى أن مهمته الحقيقية هي مخاطبة الشباب الذين لا يجدون من يستمع إليهم، قال ذات مرة:

"العقلية التي تصدق أيَّ اكتشاف، هي عقلية غير قادرة على التوصل إلى أيِّ اكتشاف!"

من خلال سلاسل مثل "ما وراء الطبيعة"، و"فانتازيا"، و"سافاري"، جذب القرّاء إلى عوالم مشوّقة، لكنها مليئة بالرسائل العميقة، شخصية "رفعت إسماعيل"، البطل الأشهر في سلسلة "ما وراء الطبيعة"، أصبحت رمزًا لجيلٍ كامل، وارتبط بها كثيرون كما لو كانت شخصيةً حقيقية.

الغياب لا يعني النسيان

رغم أن الدكتور أحمد خالد توفيق رحل عن عالمنا في 2 أبريل 2018، فإن حضوره ما زال قويًّا، لا تزال كتبه تُقرأ، وكلماته تُقتبس على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثير من الشباب يشاركون جمله في لحظات الفرح والحزن، كأنهم يجدون فيها عزاءً أو دفئًا.

الخيال أداة لفهم الواقع

في روايته الشهيرة "يوتوبيا"، وصف أحمد خالد توفيق مستقبلًا مظلمًا لمصر، إذا استمر الظلم والفقر والتفرقة بين الناس، حين نُشرت الرواية، رأى البعض أنها خيالٌ مبالغ فيه، لكنها مع مرور الوقت بدت قريبةً من الواقع، ورغم رؤيته القاتمة أحيانًا، لم يكن يكتب ليُحبط الناس، بل ليحفّزهم على التفكير والتغيير، وكان دائمًا يشجّع القرّاء على أن يكون لهم رأي، وأن يفكروا بأنفسهم، لا أن يتبعوا الآخرين دون وعي.

إنسان بسيط.. بقلبٍ كبير

أحمد خالد توفيق لم يكن مجرد كاتب، بل كان إنسانًا بسيطًا، متواضعًا، يهتم بقرّائه، ويرد على رسائلهم، ويساعد الكتّاب الشباب دون أن يطلب شيئًا في المقابل، كان يرى أن الكتابة وسيلة للشفاء، وأنها تساعده في التعبير عن مشاعره وألمه وأحلامه.

في يوم ميلاده.. لستَ غائبًا

في ذكرى ميلاده اليوم، لا نقول إن أحمد خالد توفيق قد رحل، بل نقول إنه باقٍ بيننا، في كلماته، في ضحكته الساخرة بين السطور، في شخصياته التي لا تُنسى، وفي القلوب التي أحبّته دون أن تراه.

نختم بكلماته التي تلخّص كل شيء:

"البُعد لا يقلل المحبة، العزيز يظل عزيزًا حتى إن كان بعيدًا عن الأعين."

ويا دكتور أحمد، ستظل عزيزًا، حاضرًا في كل سطر تركته لنا، وفي كل قارئٍ أحبّك بصدق.