عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
في ذكرى رحيله.. صالح سليم "المايسترو" الذي غيّر شكل الكرة والإدارة في مصر
تقرير
عالم الموتى
أحمد والي
5/6/20251 دقيقة قراءة


تحل اليوم الذكرى الثالثة والعشرون لوفاة أحد أبرز رموز الكرة المصرية والنادي الأهلي، الكابتن صالح سليم، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2002، بعد رحلة طويلة داخل الملاعب وخارجها، صنع خلالها مجدًا لا يُنسى في تاريخ الرياضة المصرية والعربية.
وُلد صالح سليم في 11 سبتمبر عام 1930 بحي الدقي بمحافظة الجيزة، في أسرة مرموقة اهتمت بالفن والتعليم، حيث كان والده الدكتور علي سليم من أوائل خريجي كلية الطب، ووالدته محبة للفنون، ما انعكس على شخصيته المتزنة والواثقة.
انضم إلى ناشئي الأهلي عام 1944، ثم صعد للفريق الأول في سن صغيرة عام 1948، ليبدأ مسيرة استثنائية استمرت حتى اعتزاله عام 1964، واشتهر بمهاراته الفائقة وقدرته على قراءة الملعب، وكان العقل المدبر في خط الوسط، وهو ما منحه لقب "المايسترو" الذي لازمه طوال حياته الرياضية.
سجل صالح سليم أكثر من 90 هدفًا مع الأهلي في الدوري، وساهم في تتويج الفريق بعدد كبير من البطولات المحلية، من بينها 11 لقبًا للدوري الممتاز و8 بطولات كأس مصر، كما ارتدى شارة قيادة منتخب مصر في عدة مناسبات.
ورغم تألقه كلاعب، لم يتوقف حضوره عند حدود المستطيل الأخضر، إذ خاض تجربة فنية قصيرة وشارك في عدة أفلام أبرزها "الشموع السوداء" مع عبد الحليم حافظ و"الباب المفتوح" مع فاتن حمامة، لكنه آثر الابتعاد عن التمثيل مبكرًا ليتفرغ لشغفه الحقيقي: كرة القدم وخدمة النادي الأهلي.
بعد اعتزاله، تولى عدة مناصب إدارية داخل الأهلي، وبدأ رحلة جديدة حين انتُخب عضوًا بمجلس إدارة النادي عام 1972، ثم رئيسًا للنادي عام 1980، قبل أن يعود إلى مقعد الرئاسة في 1985 ويستمر فيه حتى وفاته.
وخلال فترة قيادته للنادي، تحوّل الأهلي إلى مؤسسة رياضية نموذجية، قائمة على مبادئ صارمة وانضباط إداري، وكانت أبرز شعاراته "الأهلي فوق الجميع"، وهو المبدأ الذي رسّخه في وجدان كل من ينتمي للكيان الأحمر.
قاد صالح سليم الأهلي لتحقيق بطولات محلية وقارية عديدة، كما شهدت فترته تطورًا ملحوظًا في قطاع الناشئين والبنية التحتية، ووضع اللبنة الأولى لفكرة إنشاء قناة النادي التي خرجت للنور بعد وفاته.
كان صالح سليم قائدًا حقيقيًا في كل المواقع، يتمتع بكاريزما لا تتكرر، وهيبة لم تكن قائمة على الصوت العالي، بل على الموقف والمبدأ، وقد ظل حتى لحظاته الأخيرة متمسكًا بمواقفه، رافضًا التفريط في قيم النادي أو الانصياع لأي ضغوط إعلامية أو جماهيرية تخالف مبادئ الأهلي.
رحل صباح يوم 6 مايو 2002، بعد صراع مع مرض السرطان، في جنازة مهيبة تقدمتها شخصيات عامة ورياضية وجماهيرية، وودّعته جماهير الأهلي بالأحمر والدموع، في مشهد يليق بمن عاش شامخًا ورحل عزيزًا.
كان صالح سليم أكثر من مجرد لاعب أو إداري، كان رمزًا للانضباط والعزة والكرامة، وصوتًا ثابتًا للمبادئ في زمن تغيّرت فيه الكثير من القيم. المايسترو الذي قاد الأهلي في الملعب وخارجه، لا يزال حاضرًا رغم الغياب.