عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

حادث مدبر أم تصفية حسابات.. أسرار مقتل عمر خورشيد

تقرير

أسرار

ندى محمد

3/23/20251 دقيقة قراءة

في عالم الفن، هناك حكايات تبقى طي الكتمان لسنوات حتى تخرج للعلن محملة بالأسرار والتساؤلات. واحدة من أكثر هذه الحكايات غموضًا هي قصة وفاة الموسيقار الشهير عمر خورشيد، الذي رحل في حادث وُصف رسميًا بأنه "حادث سير"، لكن العديد من الشهادات والوقائع تشير إلى أن وفاته لم تكن مجرد مصادفة، بل نتيجة تصفية مدبرة.

منذ اللحظة الأولى، أحاطت ملابسات الحادث علامات استفهام كثيرة، خاصة مع شهادات مقربين منه، من بينهم شقيقه إيهاب خورشيد وزوجته السابقة مها أبو عوف، اللذان أكدا أن ما حدث لم يكن مجرد حادث مروري عادي. وتزداد الشكوك عندما تتداخل خيوط القصة مع شخصيات نافذة في السلطة، ومع قضية الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي يُقال إنها كانت مستهدفة بسبب أسرارها.

فهل كان حادث عمر خورشيد مجرد قضاء وقدر؟ أم أن هناك أيادي خفية لعبت دورًا في نهايته المأساوية؟

علاقة خورشيد بشخصية نافذة في الدولة

قام أحد الصحفيين بتسريب جزء من مذكرات الفنانة سعاد حسني، التي كشفت عن طلبها من عمر خورشيد أن يحميها من وزير الإعلام السابق صفوت الشريف، وذلك بعد وفاة العندليب عبد الحليم حافظ. ويُقال إن خورشيد واجه الشريف مباشرة، محذرًا إياه من المساس بسعاد حسني.

حادث النهاية

في 29 مايو 1981، فوجئ الوسط الفني بخبر مقتل عمر خورشيد في حادث سيارة غامض بشارع الهرم. في تلك الليلة، كان خورشيد برفقة زوجته اللبنانية دينا والفنانة الراحلة مديحة كامل، حيث حضروا حفلًا في كازينو "رولاند".

أثناء قيادته السيارة، لاحظ خورشيد أن سيارة "بويك فان" خضراء اللون، بدون لوحات معدنية، كانت تطارده، فيما راح ركابها يوجهون له الإهانات لاستفزازه. حاول خورشيد ملاحقتهم، لكنه فقد السيطرة على السيارة، فاصطدم بالجزيرة الوسطى، قبل أن يرتطم جسده بعمود إنارة.

أُصيب خورشيد بجروح خطيرة وكسور، بالإضافة إلى جرح عميق في رقبته، ما أدى إلى وفاته على الفور. أما زوجته، فأُصيبت بجروح بالغة، لكنها كشفت بعد استيقاظها في المستشفى أن الأشخاص الذين طاردوهم نزلوا بعد الحادث للتأكد من وفاة زوجها. كما أكدت مديحة كامل في شهادتها أمام النيابة أن الحادث لم يكن عاديًا، وأن السيارة التي لاحقتهم كانت متعمدة.

تسليم نفسه أم إخفاء القاتل الحقيقي؟

بعد أيام من الحادث، أعلنت الشرطة عن القبض على سائق السيارة المتسببة في الحادث، وهو طالب سعودي يُدعى أحمد فهد، كان ممنوعًا من السفر بسبب تورطه في حادث آخر أصيب فيه نقيب المحامين الأسبق أحمد الخواجة.

وادعى الطالب في أقواله أنه فوجئ بسيارة خورشيد تسير بسرعة إلى جانبه، وأنه دخل معه في سباق امتد حتى نهاية شارع الهرم، حيث وقع الحادث. لكن هذه الرواية تعارضت مع شهادات الشهود، الذين أكدوا أن الحادث كان مدبرًا.

"اغتيال وليس حادثًا عاديًا"

أكد إيهاب خورشيد أن الحادث كان مدبرًا، قائلًا: "عمر لم يمت في حادث سيارة كما يعتقد البعض. تقرير الطب الشرعي ذكر وجود جرح قطعي نافذ في الرقبة، والمتسبب في ذلك معروف للجميع. عبد الحليم حافظ كان يحمي سعاد حسني من الضغوط التي تعرضت لها بعد وفاته. وعندما طلبت من عمر المساعدة، ذهب لمواجهة صفوت الشريف، وبعدها وقع الحادث".

أما الفنانة الراحلة مها أبو عوف، الزوجة الرابعة لعمر خورشيد، فأكدت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي أن الحادث لم يكن مجرد تصادم عادي، قائلة: "الجرح في رقبة عمر لم يكن بسبب الزجاج كما قيل، لأن زجاج السيارة عند التهشم يتحول إلى قطع صغيرة ولا يسبب مثل هذا الجرح العميق. الرقبة كانت مقطوعة ووريد رئيسي ممزق، وهذا ما يجعل الحادث غامضًا حتى اليوم".

وأضافت: "لن نعرف أبدًا كيف ماتت سعاد حسني أو أشرف مروان. هذه أسرار لا يعلمها إلا الله".