إيناس النجار... رحلة فنية جريئة ونهاية أثارت الدهشة

في عالم الفن، هناك نجوم يلمعون فجأة، يثيرون الجدل بأدوارهم، ثم يختفون عن الأضواء وسط الكثير من التساؤلات. إيناس النجار كانت واحدة من هؤلاء، فنانة تونسية جذبت الأنظار بجمالها وجرأتها الفنية، لكنها لم تسلم من سهام النقد. رحلتها في السينما والتلفزيون كانت قصيرة لكنها تركت بصمة، وأخبار وفاتها نزلت كالصاعقة على جمهورها وزملائها. فما الذي حدث؟ وما أسرار محطات حياتها التي لم تُحكَ بعد؟

من تونس إلى قلوب المصريين.. رحلة نجمة بدأت مبكرًا

ولدت إيناس النجار في تونس، لكنها لم تكن تعرف أن مستقبلها الفني سيكون في مصر. منذ صغرها، لفتت الأنظار بجمالها وحضورها القوي، وبدأت مسيرتها من بوابة الإعلانات، قبل أن تفتح لها السينما ذراعيها. كانت بدايتها الحقيقية مع المخرج محمد النجار، الذي قدمها للجمهور في فيلم "ميدو مشاكل" بجانب النجم أحمد حلمي، حيث أدت دور الفتاة الرقيقة التي يعشقها ميدو. هذه الخطوة الأولى كانت مفتاحًا لعالم أكثر جرأة وأدوار صنعت لها اسمًا، لكنها وضعتها أيضًا تحت مجهر النقد.

محطات التألق والجدل.. كيف صنعت إيناس النجار شهرتها؟

بعد نجاحها الأول، لم تتوقف إيناس عن خوض تجارب مختلفة. شاركت في أفلام عدة، أبرزها:

"بحبك وأنا كمان" حيث قدمت دورًا رومانسيًا.

"عزبة آدم" الذي ظهرت فيه بشخصية فتاة ليل تكافح للبقاء.

"أحاسيس" الذي تناول قضايا جريئة ومثيرة للجدل.

أما في الدراما، فقد تألقت في أعمال مثل "العصيان"، "منتهى العشق"، و"الحلانجي"، آخر أعمالها في رمضان 2025، حيث أثبتت موهبتها بعيدًا عن أدوار الإغراء، لكن صورتها الذهنية عند الجمهور بقيت مرتبطة بالجرأة.

الجمهور بين الحب والانتقاد.. هل ظلمت إيناس النجار؟

مثل أي نجمة اختارت طريق الأدوار الجريئة، انقسم الجمهور حول إيناس النجار. رأى البعض أنها ممثلة موهوبة ظلمها التصنيف الفني، بينما اعتبر آخرون أنها تعمدت إثارة الجدل بأدوارها. أما النقاد، فكانت آراؤهم متباينة، فبينما أشاد البعض بموهبتها وحضورها، انتقد آخرون خياراتها الفنية، معتبرين أنها لم تستغل موهبتها بالشكل الصحيح.

في مقابلة معها، ردت إيناس على الانتقادات قائلة: "لماذا يتم الهجوم عليّ بينما قدّمت فنانات أخريات أدوارًا أكثر جرأة دون مساءلة؟"، في إشارة إلى ازدواجية المعايير التي يتعرض لها بعض الفنانين.

نهاية صادمة.. كيف ودّعت إيناس النجار الحياة؟

في السنوات الأخيرة، اختفت إيناس النجار عن الساحة، وقلّ ظهورها الإعلامي، حتى بات الجمهور يتساءل عن مصيرها. في الفترة التي سبقت وفاتها، كانت تعاني من أزمة صحية صامتة، لم تفصح عنها كثيرًا. بعض المصادر أشارت إلى أنها كانت تمر بمرحلة اكتئاب حاد بسبب ابتعادها عن الساحة الفنية وقلة الفرص التي كانت تُعرض عليها.

وفاتها كانت بمثابة صدمة، حيث كشفت شقيقة الفنانة إيناس أنها كانت تعاني من التهاب حاد في المرارة، مما تسبب في دخولها في غيبوبة لمدة أربعة أيام، ثم توفيت بعد ذلك.

ردود الفعل.. الفنانون والجمهور في حالة ذهول

ما إن انتشر خبر وفاة إيناس النجار، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الوداع والصدمة. زملاؤها في الوسط الفني عبروا عن حزنهم الشديد، حيث كتب تامر حسني يرثيها: "الله يرحمها ويحسن إليها ويصبر أسرتها.. حسن الختام وأيام عظيمة عند ربنا."

بينما عبّرت ميار الببلاوي عن حزنها وافتقادها لإيناس في تغريدة قائلة: "إيناس حبيبتي، ماذا بينك وبين الله لتكوني في غسلك كعروس مبتسمة وكالقمر في تمامه؟ كنتِ آية من آيات ربنا.. بحبك أوي وهتوحشيني."

النجمة رانيا يوسف نشرت صورة لإيناس وعلّقت: "خبر صادم.. كنتِ إنسانة جميلة وموهوبة.. الله يرحمك." فيما قال المخرج خالد يوسف: "إيناس كانت فنانة طموحة، لكنها لم تجد الفرص الكافية.. خسارة كبيرة للفن."

امتلأت التغريدات بعبارات الحزن والدعاء، حيث كتب أحد المعجبين: "وداعًا إيناس النجار.. كنتِ نجمة تستحقين التألق أكثر." بينما علّق آخر: "إيناس رحلت مبكرًا، لكن ستظل ذكراها في قلوبنا."

أسرار لم تُكشف.. لماذا كانت إيناس بعيدة عن الأضواء؟

رغم أنها كانت محط الأنظار في بداية مسيرتها، إلا أن حياتها الشخصية بقيت غامضة إلى حد كبير. قلة من يعرفون تفاصيل علاقتها العائلية أو أسباب ابتعادها عن الأضواء، لكن ما هو مؤكد أنها كانت فنانة تحمل في داخلها طموحًا كبيرًا لم يتحقق بالكامل. مصادر مقربة منها كشفت أنها كانت تعاني من عزلة نفسية في السنوات الأخيرة، وكانت ترفض الظهور الإعلامي كثيرًا.

نجمة رحلت لكنها ظلّت حاضرة

إيناس النجار لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت شخصية صنعت جدلًا وأثارت اهتمام الجمهور بأعمالها وقراراتها الفنية. ورغم رحيلها، إلا أن أعمالها ستظل محفورة في ذاكرة المشاهدين، وقصتها ستبقى درسًا عن الصعود السريع والغياب المفاجئ في عالم ل

ا يرحم النجوم الذين يختارون مسارات غير تقليدية.