لاري إليسون.. الملياردير الغامض الذي يحرك خيوط التكنولوجيا والسياسة

24/3/2025

يعد المليارديرات طبقة نادرة من البشر، لكن حتى بينهم هناك شخصيات استثنائية تثير الفضول، ولاري إليسون واحد منهم. فعلى الرغم من كونه خامس أغنى رجل في العالم بثروة تُقدر بحوالي 170 مليار دولار، فإنه يظل شخصية غامضة مقارنةً بأسماء مثل إيلون ماسك، بيل غيتس، مارك زوكربيرغ، وجيف بيزوس.

عندما سُئل إيلون ماسك عن أذكى شخص قابله في حياته، لم يتردد في الإجابة: "لاري إليسون ذكي جدًا".

ورغم أن اسم إليسون قد لا يكون معروفًا لدى الجميع خارج الولايات المتحدة، إلا أن تأثيره في عالم السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا واسع وعميق.

طفولة صعبة صنعت مليارديرًا غامضًا :

وُلد إليسون لعائلة يهودية، لكنه نشأ في ظروف مختلفة بعد أن تم تبنيه في عمر تسعة أشهر. هذا الواقع المفروض عليه منذ الطفولة جعله أكثر استقلالية وساعده على تطوير ذكائه الفطري. كان مولعًا بالتعلم الذاتي واستغلال الفرص، لكنه لم يُكمل دراسته الجامعية في الفيزياء والرياضيات بجامعة شيكاغو، وبدلًا من ذلك، دخل مجال البرمجة، الذي فتح له أبواب النجاح.

من مبرمج إلى مؤسس إمبراطورية برمجيات :

في عام 1977، عندما كان في الـ 33 من عمره، أسس إليسون شركته الخاصة لتطوير البرمجيات، والتي أصبحت لاحقًا واحدة من أكبر الشركات التقنية في العالم: "أوراكل" (Oracle).

شركة أوراكل اليوم هي واحدة من اللاعبين الرئيسيين في قطاع قواعد البيانات والخدمات السحابية، وتتمتع بنفوذ هائل في عالم التكنولوجيا.

علاقته بالاستخبارات الأميركية ودوره في أزمة تيك توك :

تتمتع أوراكل بعلاقات وثيقة مع وكالات الاستخبارات الأميركية، حيث توفر لهم خدمات تخزين وإدارة البيانات بموجب عقود حكومية طويلة الأجل. هذه العلاقة عززت نفوذ إليسون داخل الدوائر السياسية والأمنية في الولايات المتحدة.

أحد أبرز الأمثلة على هذا النفوذ كان خلال النزاع بين الولايات المتحدة والصين حول تطبيق تيك توك. برزت "أوراكل" بقيادة إليسون كحل للأزمة، حيث تم الاتفاق على نقل بيانات مستخدمي تيك توك الأميركيين إلى خوادم الشركة، لضمان تقليل النفوذ الصيني على التطبيق داخل الولايات المتحدة. وتُشير تقارير إلى أن "أوراكل" قد تكون المرشحة الأبرز للاستحواذ الكامل على تيك توك مستقبلاً.

رجل الأعمال الشرس الذي لا يقبل الهزيمة :

يشتهر إليسون بأسلوبه العدواني سواء في عالم الأعمال أو حتى في حياته الشخصية. فهو عاشق لسباقات اليخوت ويمتلك فريقًا خاصًا يشارك في المنافسات فقط من أجل الفوز، وهو ذات الأسلوب الذي يعتمده في إدارة أعماله.

على مدار مسيرته، نفّذ إليسون العديد من عمليات الاستحواذ القسرية، أبرزها استحواذه على "PeopleSoft" بطريقة أثارت جدلاً واسعًا.

كما أنه يُعرف بعدم تهاونه مع الموظفين غير المنتجين، إذ لا يتردد في طرد من لا يحقق الأداء المطلوب.

حياة فاخرة وسرية تامة :

على الرغم من نجاحه الساحق، يفضل إليسون الابتعاد عن الأضواء، على عكس إيلون ماسك الذي يُحب التفاعل مع وسائل الإعلام. لكنه لا يتخلى عن حياة الرفاهية، حيث يعيش في بذخ ويمتلك يخوتًا فاخرة، طائرات خاصة، وحتى جزيرة كاملة في هاواي تُعرف باسم "ماتاناوا".

منذ تأسيس "أوراكل" عام 1977، استطاع إليسون تحويلها إلى إمبراطورية تقنية، وحافظ على مكانته كأحد أقوى الشخصيات في عالم الأعمال، لكنه يظل أحد أكثر المليارديرات غموضًا، رغم نفوذه السياسي والاقتصادي الذي قد يتجاوز حتى إيلون ماسك.