عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
مايكل جاكسون وقضايا التحرش بالأطفال.. صفحات مظلمة في تاريخ الفن
تقرير
وجه آخر
ندى محمد
5/24/20251 دقيقة قراءة


في ظل الأحداث والقضايا المعقدة التي يشهدها المجتمع حاليًا، تُعد قضايا التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال من أكثر القضايا حساسية وإثارة للجدل، لا سيما بعد تزايدها في الآونة الأخيرة. ولم تقتصر هذه القضايا على أشخاص عاديين، بل تورط فيها العديد من الشخصيات العامة ونجوم عالميين. وكان من أبرز هؤلاء ملك البوب مايكل جاكسون، الذي واجه اتهامات متكررة بالتحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، مما أثار جدلًا عالميًا امتد لعقود، بدءًا من تسعينيات القرن الماضي، مرورًا بمحاكمة عام 2005 التي انتهت ببراءته، وصولًا إلى الوثائقي الصادم "Leaving Neverland" الذي أعاد فتح الملف بعد وفاته، وقدم شهادات مفصلة ومؤلمة لأشخاص قالوا إنهم كانوا ضحاياه في طفولتهم.
جاكسون وجوردان.. صداقة غامضة تسبق العاصفة
في عام 1993، بدأت أولى الاتهامات العلنية لمايكل جاكسون بالتحرش الجنسي بالأطفال، حين اتهمه طبيب الأسنان وكاتب السيناريو إيفان تشاندلر بالاعتداء على ابنه جوردان، البالغ من العمر 12 عامًا. ووفقًا لشهادة تشاندلر في دعوى مدنية، كما ورد في "Slate Magazine"، زُعم أن جاكسون أخبر الطفل أنه سيُودَع في مركز احتجاز للأحداث إذا أفشى الأمر. ويُذكر أن جاكسون كان يعامل جوردان ووالدته وأخته غير الشقيقة، البالغة من العمر ست سنوات، كـ"عائلته السرية" كما وصفتها الصحف آنذاك، حيث أغدق عليهم بالهدايا ورافقهم في رحلات خارجية.
من التسوية إلى التحقيق
أثار ظهور جاكسون في فيديو يناشد فيه الجمهور عدم تصديق الاتهامات الموجهة إليه حالة من الجدل، مما أدى إلى انقسام الرأي العام بين مصدق ومشكك، خاصةً بعد أن طلب والد جوردان تسوية القضية ماديًا بدلًا من اللجوء إلى القضاء، وهو ما دفع البعض للاعتقاد بوجود دوافع مادية خلف الاتهامات.
لاحقًا، لجأت العائلة إلى الشرطة بعد أن كشف جوردان تفاصيل مزعومة لطبيب نفسي، ما أدى إلى فتح تحقيق جنائي. إلا أن الشرطة لم تعثر على أدلة كافية تدين جاكسون، الذي قرر إلغاء ما تبقى من جولته الغنائية، ووافق على تسوية القضية مقابل 23 مليون دولار، وفق ما ذكرته "Slate Magazine". وعلى الرغم من نفيه المستمر وغياب أي إدانة قانونية، اختفت عائلة تشاندلر عن الأنظار بعد حصولها على التعويض، ما زاد من غموض القضية.
جاكسون في مواجهة ثانية بعد عقد من الزمن
لم تكن اتهامات 1993 الوحيدة، ففي عام 2003 اتُهم جاكسون مجددًا بالتحرش، هذه المرة من قِبل والدة الطفل جافين أرفيزو، المصاب بالسرطان والبالغ من العمر 13 عامًا، والتي ادعت أن جاكسون اعتدى عليه في مزرعته الخاصة "نيفرلاند".
ألقت السلطات القبض عليه، وبدأت التحقيقات فورًا، وخلال تفتيش مقر إقامته، عثرت الشرطة على مجلات إباحية وسجلات بحث في جهاز الكمبيوتر تتعلق بمواقع ذات محتوى جنسي غير تقليدي، مما زاد الشكوك ضده. شعر جاكسون بالقلق، فاستبدل طاقم محاميه واستعان بأحد أبرز المحامين في الولايات المتحدة حينها.
غياب البصمات واعتراف بتلفيق الاتهام
طالب الدفاع بفحص البصمات على المجلات، والتدقيق في توقيتات البحث على الحاسوب. وتبين لاحقًا عدم وجود بصمات جاكسون على المجلات، كما أثبتت سجلات السفر أنه لم يكن في البلاد أثناء بعض الوقائع، بل كان في ألمانيا. وبعد محاكمة طويلة استمرت عامين، حصل جاكسون على البراءة عام 2005، لكنه دخل في حالة نفسية صعبة أدت إلى إدمانه المهدئات.
وأشارت عائلته إلى أن خصومه داخل شركة "Sony Music" قد يكون لهم يد في الأمر بسبب الخلافات السابقة. كما شكك الدفاع في دوافع والدة الطفل، خاصةً أن العائلة كانت متورطة في قضايا مشابهة ضد مشاهير لأغراض مالية. وزادت الشكوك بعد أن اعترف جافين خلال المحاكمة أن والدته أجبرته على الكذب وتلفيق الاتهام.
دفاع تحت الأضواء.. جاكسون يواجه أسئلة محرجة
في مقابلة تلفزيونية شهيرة، وُجه سؤال مباشر لمايكل جاكسون حول سبب نومه مع الأطفال في غرفته، مما أثار انتقادات واسعة. ورد جاكسون معتبرًا السؤال "سخيفًا"، مؤكدًا أن وجود الأطفال في غرفته لم يكن مقصورًا على الأولاد فقط، بل كان بدافع المحبة والعفوية، مضيفًا: "الأطفال يحبونني، وأنا أحبهم، وهم يرغبون في البقاء معي".
وأوضح أنه لم يُجبر أحدًا على البقاء في غرفته أو دعاه عمدًا، مؤكدًا أن التحقيقات لم تثبت أي دليل مادي ضده رغم تفتيش غرفه ومقتنياته بدقة، وختم قائلًا: "لم أؤذِ أي طفل قط، فهذا ليس في قلبي".
العودة الأخيرة ونهاية غامضة
أغلق جاكسون مزرعة "نيفرلاند" بعد اتهامه بإساءة معاملة الأطفال، ورغم تبرئته لاحقًا، ابتعد لفترة وانتقل إلى البحرين، حيث أقام مع شقيقه جيرمين، الذي أعلن إسلامه في 1989. وخلال إقامته التي استمرت 11 شهرًا، أشار جيرمين إلى ميول مايكل وجانيت جاكسون لاعتناق الإسلام.
كان جاكسون يشعر بالخوف من نسيان الجمهور له، لكنه فوجئ بالإقبال الكبير على تذاكر حفله المرتقب. وفي 24 يونيو 2009، عاد إلى لوس أنجلوس للاستعداد لبروفات الحفل، لكنه توفي في اليوم التالي إثر جرعة زائدة من مخدر "البروبوفول"، وسط ظروف غامضة.
كشفت التحقيقات العثور على حقن وأدوية مختلفة و"سبحة" إسلامية في غرفته، وأفاد طبيبه كونراد موراي بأنه حاول علاج أرقه بمهدئات، لكن الجرعات تسببت في توقف التنفس، وقد تم اتهامه بالقتل الخطأ.
ظلال المؤامرة تحيط بوفاة مايكل جاكسون
كشفت التحقيقات تناقضات في أقوال موراي، خاصةً مع تأخره في استدعاء الإسعاف وظهور تسجيلات مراقبة تُظهره يدخل بحقيبة ويخرج دونها. كما أثارت طريقة فتح زجاجة "البروبوفول" شكوكًا إضافية، وحُكم عليه بالسجن أربع سنوات وسُحبت رخصته الطبية.
وأثارت وفاة جاكسون موجة من نظريات المؤامرة، أبرزها اغتياله بسبب خلافات مالية مع "سوني" أو هجومه على معاداة السامية في أغنيته "They Don’t Care About Us"، أو حتى بسبب اعتناقه للإسلام، خاصةً بعد ظهور تصريحات من شقيقه محمد، ووجود سبحة في غرفته، وعدم فتح التابوت خلال جنازته.
رغم التبريرات الرسمية بشأن جنازته، ما تزال وفاة مايكل جاكسون تثير الجدل، تاركة وراءها إرثًا فنيًا ضخمًا وأسئلة مفتوحة عن أيامه الأخيرة.