عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

مبروك عطية يشعل النار من جديد

خط النار

إحسان أسامة

3/29/20251 دقيقة قراءة

في إطار السباق الرمضاني، ومع النجاح غير المتوقع لبعض البرامج وفشل أخرى، هناك برامج أثارت الجدل إلى أن وصلت لإحالة أصحابها إلى التحقيق.

الدكتور مبروك عطية، أستاذ اللغويات المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، يُعرف بتاريخه الطويل في تقديم البرامج الدينية والاجتماعية التي ناقشت قضايا فقهية ومجتمعية، من بينها "اعرف دينك" و"الموعظة الحسنة". إلا أن ظهوره مؤخرًا في برنامج "كلام مبروك" عبر مواقع التواصل، واستضافته لفنانين ومطربين، كان مفاجئًا للكثيرين وأثار جدلًا واسعًا حول طبيعة الرسالة التي يقدمها ودورها في السياق الأزهري والديني العام.

فقد أثار البرنامج جدلًا واسعًا بعد استضافة عدد من الفنانين، من بينهم حسن شاكوش، رانيا فريد شوقي، وانتصار، ما تسبب في انقسام بين مؤيدين ومعارضين لمحتوى الحلقات ومدى تأثيرها على الرأي العام.

ولكن بعد استضافة سعد الصغير والسماح له بتلاوة آيات من القرآن الكريم دون مراعاة لأحكام التجويد، لقيت هذه الحلقة غضبًا كبيرًا من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض الدكتور مبروك عطية لهجوم واسع وانتقادات حادة، خاصة بعد مطالبات من بعض الأزهريين بسحب صفة "أستاذ" منه.

وبناءً على ذلك، تم تحويل الدكتور مبروك عطية للتحقيق، حرصًا من جامعة الأزهر على التزام أعضاء هيئة التدريس بقيم ومبادئ المؤسسة، وتم توجيه استدعاء رسمي له للمثول أمام لجنة التحقيق المختصة، للاستماع إلى أقواله وتوضيح خلفيات المحتوى الذي تم تقديمه عبر البرنامج.

وأفاد مصدر مطلع داخل مشيخة الأزهر، في تصريحات لصحيفة محلية، بأن الدكتور مبروك عطية حضر بالفعل جلسة تحقيق رسمية بمقر الجامعة في القاهرة، حيث أدلى بأقواله أمام اللجنة المختصة. وأضاف أن اللجنة تواصل عملها لاستكمال التحقيقات، ومن المنتظر أن تصدر قرارها النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة.

تصريحات سابقة أثارت غضب الجمهور

وكانت من أبرز الآراء التي نُشرت: "إن ما فعله الدكتور مبروك عطية في برنامجه لهو إساءة لتاريخه هو شخصيًا، ومحو لقدره واحترام الناس له قبل أن يكون إساءة للأزهر وللدعاة، فكيف يستضيف أستاذ أزهري بحجم وشهرة الدكتور مبروك من هم محل انتقاد الجميع بنشرهم الفسق والفجور في المجتمعات؟!، وهم كانوا محل انتقاده هو شخصيًا في السابق قبل أن يقع في بئر (أبيع نفسي)".

والجدير بالذكر أن هذه المرة ليست الأولى التي يتصدر فيها برنامج الدكتور مبروك عطية حديث الرأي العام، فدائمًا ما يثير أسلوبه في الرد على أسئلة البرنامج سخرية البعض، ودائمًا له مؤيد ومعارض. ولكن اختلاف هذه المرة عن سابقاتها هو تحويله للتحقيق.

ففي عام 2022، وبعد جريمة مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها أمام جامعة المنصورة، خرج الداعية بتصريح أثار غضبًا واسعًا، حيث قال: «إذا كانت حياتك غالية، اخرجي من بيتك بقفة، لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود، عشان وقتها هيشوفك اللي ريقه بيجري ويقتلك».

اعتُبر هذا التصريح بمثابة تبرير غير مباشر لجريمة القتل، مما أدى إلى تقديم المجلس القومي للمرأة بلاغًا رسميًا ضده للنائب العام. كما أصدرت رئيسته، الدكتورة مايا مرسي، بيانًا حادًا انتقدت فيه تصريحاته قائلة: «نريد وقف خطاب الكراهية والعداء، دماء نيرة أشرف في رقبة كل من يحرض على مثل هذه الجرائم».

هذا التصريح تسبب في موجة غضب، حيث اعتبر الكثيرون أنه يحمل المرأة مسؤولية العنف الذي تتعرض له بدلًا من التركيز على الجاني، ما جعله يفقد جزءًا من شعبيته حتى بين بعض مؤيديه.

وأحد أكثر تصريحاته التي عرضته للخطر القانوني كان خلال رده على رأي للكاتب إبراهيم عيسى، حيث قال: «بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ.. كلهم سادة».

هذا التصريح اعتُبر إساءة للسيد المسيح عليه السلام، وأدى إلى غضب واسع بين الأقباط في مصر، حيث وصفوه بأنه ازدراء واضح للأديان. بل إن محاميين بارزين، مثل سمير صبري ونجيب جبرائيل، قدموا بلاغات ضده، معتبرين أنه يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.

اضطر مبروك عطية للخروج بفيديو توضيحي على قناته في يوتيوب، مؤكدًا أنه لم يقصد الإساءة، وأن ما قاله كان مجرد تعبير لغوي عفوي، لكنه لم ينجُ من العاصفة التي أطلقها تصريحه.

فدائمًا الدكتور مبروك عطية محل صدام مع المجتمع، البعض يرى أنه يحاول مواكبة العصر والتفاعل مع الأجيال الجديدة، بينما رأى آخرون أن خطوته تتعارض مع مكانته كأستاذ في الأزهر الشريف. فهل كان الغرض إثارة الجدل وكسب المشاهدات؟ أم أنه بالفعل يسعى إلى تقريب الدين من جميع الفئات دون استثناء؟