عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
محمد عبد الوهاب.. موسيقار الأجيال بلا منازع
تقرير
المراية
سهيلة محمود
4/20/20251 دقيقة قراءة


أحدث محمد عبد الوهاب ثورة في الموسيقى العربية والسينما الغنائية، ويُعد من أبرز الأسماء في تاريخ الفن العربي الحديث. وُلد محمد عبد الوهاب محمد عيسى أبو حجر في حارة برجوان بحي باب الشعرية بالقاهرة في 13 مارس 1902، وتوفي في 4 مايو 1991 إثر جلطة بالمخ عن عمر يناهز 90 عامًا، وقد أُقيمت له جنازة عسكرية بأمر رئاسي.
حياته
نشأ عبد الوهاب في بيئة دينية، فكان والده إمام مسجد سيدي الشعراني، وقد حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات، وتأثر بقراء القرآن الكريم أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ علي محمود.
بدأت موهبته الفنية من خلال حفظ ما يقع على سمعه من الأدوار والأغاني القديمة، وكان كثير التردد على المسارح لسماعها.
وهو في سن العاشرة تقريبًا، عمل كمطرب يغني بين فصول الروايات في المسرح، واقترب عبد الوهاب من الغناء مع إحدى الفرق المسرحية.
اقترب عبد الوهاب من سيد درويش وتعلّم منه الكثير، وأسند إليه دور البطولة في أوبريت شهرزاد وهو ابن السابعة عشرة من عمره.
التحق بنادي الموسيقى الشرقي، والتقى فيه بالقصبجي أستاذ الموسيقى الشرقية وتعلم على يديه، ثم درس بعض أصول الموسيقى الغربية عام 1924 بمعهد جودين الإيطالي بالقاهرة.
التقى بأمير الشعراء أحمد شوقي عام 1924، واستمع شوقي لغنائه في حفل على مسرح بالإسكندرية، فقرر أن يتبناه فنيًا، واستمر شوقي في رعايته لعبد الوهاب حتى توفي عام 1932.
قدّم عبد الوهاب في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي نوعًا جديدًا من الفن والألحان، وهي القصائد المطوّلة، والتي جعلت مكانته الفنية عالية في العالم العربي خلال تلك الفترة. من هذه القصائد:
لست قلبي – إيليا أبو ماضي
كليوباترا – علي محمود طه
الكرنك – أحمد فتحي
الجندول – علي محمود طه
دمشق – أحمد شوقي
دعاء الشرق – محمود حسن إسماعيل
كما أبدع عبد الوهاب ثلاث قصائد مطوّلة بصوت أم كلثوم، وهي: هذه ليلتي، وأغدًا ألقاك، وليلة حب (ويبدو أن "لي باب مصر" قد تكون غير دقيقة هنا، وربما المقصود "ليلة حب" أو "أنت عمري").
وقدّم العديد من القصائد الوطنية لمصر وفلسطين.
ويُعتبر عبد الوهاب الرائد الأول للسينما الغنائية في مصر والعالم العربي، كمنتج موسيقي ونجم غنائي.
استمر عبد الوهاب في تقديم ألحانه لعدد من كبار المطربين، مثل عبد الحليم حافظ في: ظلموه – توبة – أنا لك على طول – أهواك – عقبالك يوم ميلادك – بتلوموني ليه.
العقبات والأزمات
واجه عبد الوهاب عدة عقبات وأزمات في مشواره الفني بسبب تجديده للموسيقى:
قضية التغريب الموسيقي
نتجت عن إدخاله آلات موسيقية غربية مثل الجيتار، والساكسفون، والبيانو، كما قلل زمن الأغنية بعدما كانت تستغرق ساعة كاملة، ومزج الموسيقى الشرقية بالغربية. دفع ذلك بعض مشايخ الأزهر وكبار رجال الدين إلى مهاجمته، بل وصل الأمر بالبعض إلى تحريم سماع أغانيه. لكن عبد الوهاب صمد ودافع عن مشروعه، مؤكدًا أن التطوير لا يعني التخلي عن الهوية، بل مواكبة العصر مع الاحتفاظ بروح الطرب الشرقي.
الخلاف الفني مع أم كلثوم
وصل إلى حد المقاطعة الفنية لما يقرب من 25 عامًا، حتى تدخل الرئيس عبد الناصر وأقنعهما بريادتهما المشتركة وضرورة العمل سويًا. وتجلّى ذلك في أغنية أنت عمري عام 1964، وتوالت الأعمال بينهما حتى وفاة أم كلثوم.
اتهامات الاقتباس من الموسيقى الغربية
خاصة الفرنسية والإيطالية. وكان عبد الوهاب يدافع عن نفسه موضحًا أن اقتباساته هي "إعادة تشكيل في قالب عربي يواكب العصر"، ويقيم تواصلًا بين الشعوب لتقريب لغة الحوار الإنساني.
مشكلاته مع الرقابة السياسية
خصوصًا في أغنية الجندول عام 1940، والتي فُهمت كلماتها على أنها نقد لسياسة الملك فاروق، مما أغضب الديوان الملكي وأوقف بث الأغنية لفترة قصيرة، إلى أن تدخل وسطاء لإزالة سوء الفهم وأُعيد بثها.
نزاعاته المالية مع شركات الإنتاج
مثل شركة "بيضافون" وشركات أسطوانات أخرى، بسبب نسب توزيع الأرباح، وانتهت معظم هذه النزاعات بالتصالح دون اللجوء إلى القضاء.