عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

محمد دياب: المخرج الذي كتب حلمه على الورق ووقّعه في هوليوود

تقرير

المراية

دنيا عبدالفتاح

5/22/20251 دقيقة قراءة

"حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب"... كانت المفتاح السري لشاب عربي شقّ طريقه من خلف الكواليس إلى عالم الأبطال الخارقين في مارفل.

من خلف الكواليس إلى قلب الحلم

بدأ المخرج محمد دياب مسيرته المهنية بعيدًا تمامًا عن الفن؛ فعمل موظفًا في أحد البنوك بعد تخرّجه في كلية التجارة، لكنه لم يتخلَّ عن شغفه بالكتابة. كان يدون أفكاره على الورق ويحتفظ بها، ويحرص دائمًا على بناء علاقات مع المنتجين والمخرجين، عارضًا عليهم بعضًا من كتاباته وأفكاره.

وفي عام 2005، قرر أن يطارد حلمه، فسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليلتحق بأكاديمية نيويورك للأفلام (New York Film Academy).

وشغفه بالسينما المصرية جعله يقرر العمل على أفلام مصرية بمواصفات عالمية تُشبه إنتاجات هوليوود، ليبدأ مشواره في عالم التأليف والسيناريو.

"الجزيرة"... أول رصاصة في معركة السينما الجديدة

قدّم أولى أعماله بكتابة فيلم "الجزيرة"، ثم شارك لاحقًا في كتابة الجزء الثاني مع شقيقه خالد دياب، حيث شكّل العملان نقلة في صناعة السينما المصرية، محققيْن واحدًا من أعلى الإيرادات في تاريخها.

توالت بعدها النجاحات بأفلام مثل "ألف مبروك" و"بدل فاقد"، واللذين حققا ملايين الجنيهات من الإيرادات.

بين المعالجة الفنية والجدل الاجتماعي

لكن المحطة الأهم جاءت في عام 2010، عندما أخرج فيلم "678"، أحد أبرز الأفلام التي تناولت قضية التحرش الجنسي في مصر.

نال الفيلم إشادة واسعة، من بينها إشادة الكاتب العالمي باولو كويلو (Paulo Coelho)، مؤلف رواية "الخيميائي"، الذي كتب عبر حسابه على تويتر أنه من "أكثر الأفلام العبقرية التي تناولت هذه القضية".

كما وصفه الكاتب المصري لويس جريس بأنه يحمل "معالجة راقية لظاهرة التحرش".

رغم ذلك، واجه الفيلم اعتراضات حادة من بعض النقاد، وقُدّمت ضد دياب بلاغات تتهمه بالإساءة إلى صورة مصر وتحريض النساء على سلوكيات مرفوضة اجتماعيًا.

لكن دياب أصرّ على موقفه، مؤمنًا بقضيته وبحقه في طرحها فنيًا، حتى فاز فيلم "678" بأكثر من 14 جائزة في مهرجانات دولية، وعُرض في معظم دول أوروبا، ليصبح أحد أنجح الأفلام العربية التي ناقشت قضايا اجتماعية بجرأة ووعي.

وبعد ست سنوات، عاد دياب بثورة فنية جديدة عبر إخراجه لفيلم "اشتباك"، الذي حظي بإشادات واسعة، بفضل طرحه الجريء لقضايا سياسية واجتماعية معقدة في مصر.

هذا الإيمان العميق بدور السينما في مناقشة القضايا الشائكة، دفع إدارة مهرجان "كان" السينمائي لاختياره عام 2017 عضوًا في لجنة التحكيم لإحدى أهم مسابقاته الرسمية.

رحلة بدأت بفكر وانتهت بعالم خارق

ولم يكن هذا الظهور العالمي الوحيد لدياب؛ ففي مارس 2022، خاض تجربة إخراجية عالمية جديدة من خلال مسلسل Moon Knight من إنتاج شركة مارفل، ليضع بصمته في واحدة من أكبر سلاسل الأبطال الخارقين في العالم.

ورغم قلة أعماله، فإن محمد دياب يراهن دائمًا على الجودة لا الكمية؛ إذ تميّزت كل مشاريعه الفنية بتركيبة خاصة، تترك أثرًا فنيًا وإنسانيًا لدى المشاهد، مما جعله واحدًا من أبرز المخرجين العرب على الساحة العالمية.

فإذا كانت السينما مرآة المجتمع، فهل ستواصل عدسة محمد دياب كشف الزوايا التي يخشاها الآخرون؟