عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
محمد رمضان بين حرية التعبير وصدام القيم.. قراءة في أزمة تتكرر
مقالخط النار
أحمد والي
4/16/20251 دقيقة قراءة


منذ أيام، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب وانتقادات حادة بعد ظهور الفنان محمد رمضان مرتديًا زياً يشبه زي الراقصات خلال إحدى حفلاته خارج مصر، كالعادة، لم تمر الواقعة دون ضجة إعلامية وسجال جماهيري واسع، بين من رأى في الأمر حرية فنية، ومن اعتبره استفزازًا للقيم الاجتماعية وخروجًا عن الأعراف.
لكن ما حدث مع محمد رمضان ليس حالة فريدة. سبقه في ذلك الفنان حسين فهمي عندما ارتدى ملابس راقصة في أحد مشاهد فيلم "خلي بالك من زوزو"، وهو ما اعتُبر وقتها نوعًا من الجرأة الفنية، وتكرر المشهد نفسه مع الفنان هاني رمزي في فيلم "غبي منه فيه"، وأيضًا أحمد حلمي في "كده رضا"؛ والغريب أن تلك الحالات لم تثر نفس الكم من الهجوم رغم تشابه الفعل.
فهل تغيرت نظرتنا للفن؟ أم تغير السياق الذي نعيش فيه؟
هنا يبرز سؤال أعمق: هل نحن أمام أزمة فنية؟ أم أمام صدام بين المحلي والعالمي في ظل عصر العولمة؟
العولمة -بحكم انفتاحها الواسع- خلقت نموذجًا عالميًا من الفن يركز على الصدمة، الجذب البصري، والتفاعل اللحظي. محمد رمضان، كفنان يسعى للانتشار الإقليمي والعالمي، لا يرى مانعًا من تقديم عروض استعراضية على الطريقة الغربية، حيث يتجاوز اللباس حدود النوع الاجتماعي أو التقاليد، بحثًا عن "الترند" والتأثير اللحظي. ما يفعله رمضان هو، ببساطة، تجسيد حي لتحولات العولمة في الفن العربي، حتى لو كان الثمن هو التصادم مع الثقافة المحلية.
لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية. فالفنان الذي يتصدر المشهد الجماهيري في بلد كـمصر، عليه أن يوازن بين رغبات الانتشار وخصوصية المجتمع. فالفن في النهاية ليس منتجًا تجاريًا فقط، بل خطاب ثقافي له تأثيره على الهوية والذوق العام.
هل الحل في المنع؟ أم في الوعي؟
إن تكرار الهجوم على فنانين بسبب أدوار أو ملابس قد تُعتبر غير لائقة، يعكس حاجة ملحة لفتح نقاش جاد حول علاقة الفن بالقيم المجتمعية في عصر أصبحت فيه الحدود الثقافية أكثر تداخلًا من أي وقت مضى. ليس المطلوب قمع حرية الفنان، ولا أيضًا فتح الباب لكل استفزاز تحت شعار "العالمية"، بل المطلوب هو إعادة تعريف "المسؤولية الفنية" في زمن العولمة.
وفي النهاية، ربما على محمد رمضان ومن يشبهه من الفنانين أن يدركوا أن الطريق إلى العالمية لا يمر فقط عبر "اللوك" أو "الجدل"، بل من خلال محتوى فني قادر على الجمع بين الجاذبية والعمق، بين الجرأة والاحترام، بين الهوية والانفتاح.