عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
مجدي يعقوب.. ملك القلوب ومسيرة إنسانية تُلهم الأجيال
المراية
ندى يونس
3/18/20251 دقيقة قراءة


في يوم الطبيب المصري، الذي يُحتفل به سنويًا في 18 مارس، لا يسعنا إلا أن نسلط الضوء على أحد أعظم الأطباء المصريين وأكثرهم تأثيرًا على مستوى العالم، البروفيسور مجدي يعقوب، الذي لُقّب بـ"ملك القلوب" بفضل إنجازاته الرائدة في جراحة القلب وزراعة الأعضاء.
وُلد مجدي يعقوب في 16 نوفمبر 1935 بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، لأسرة ذات أصول صعيدية من محافظة أسيوط. تأثر بمهنة والده الجراح، وقرر أن يسلك درب الطب.
تخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957، ثم انتقل لاستكمال دراسته في الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث حصل على ثلاث زمالات من كليات الجراحة الملكية في إدنبرة، جلاسكو، ولندن عام 1961.
بدأ يعقوب رحلته في عالم جراحة القلب مع بداية الستينيات، حيث ارتقى سريعًا ليصبح أحد كبار الجراحين في بريطانيا. عمل في مستشفى لندن للصدر ومستشفى برومبتون، قبل أن يتولى منصب أخصائي جراحة القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد عام 1969، وهو المكان الذي شهد العديد من إنجازاته الطبية.
كان لمجدي يعقوب دور ريادي في تطوير تقنيات زراعة القلب، حيث أجرى أولى عملياته الناجحة عام 1967. وفي عام 1980 قام بزراعة قلب للمريض البريطاني دريك موريس، الذي أصبح لاحقًا أطول مريض زراعة قلب عمرًا حتى وفاته عام 2005. كما دخل اسمه موسوعة غينيس بعد إجرائه عملية زراعة قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، عاش بعدها 33 عامًا حتى توفي عام 2016.
يُعد يعقوب مبتكرًا لجراحة "الدومينو"، التي تتيح زراعة القلب والرئتين لمريض يعاني من فشل الرئة، ثم نقل قلبه السليم إلى مريض آخر بحاجة إلى قلب جديد. كما ساهم في تطوير أبحاث الخلايا الجذعية لاستخدامها في زراعة أجزاء من القلب، وهو اكتشاف قد يُحدث ثورة في علاج أمراض القلب مستقبلًا.
أجرى يعقوب ما يقرب من 25 ألف عملية جراحية على مدار مسيرته، منها 2500 عملية زراعة قلب، مما جعله أحد أكثر جراحي القلب تأثيرًا في العالم.
لم يقتصر دوره على الإنجازات الطبية، بل امتد ليشمل العمل الخيري. أسس مؤسسة "سلاسل الأمل" (Chain of Hope) في عام 1995، وهي مؤسسة خيرية تقدم جراحات القلب للأطفال غير القادرين في الدول النامية. وفي مصر، أنشأ مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب عام 2008، والتي قامت ببناء مركز أسوان للقلب، الذي أصبح منارة طبية لعلاج مرضى القلب بالمجان.
كما يقوم حاليًا بإنشاء مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في مدينة حدائق أكتوبر، ليكون صرحًا طبيًا عالميًا يخدم آلاف المرضى سنويًا.
حصل الجراح العالمي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته في مجال جراحة القلب والعمل الإنساني. ومن أبرز التكريمات التي نالها: لقب فارس "سير" من الملكة إليزابيث الثانية عام 1992، ووسام قلادة النيل العظمى عام 2011، وهو أعلى وسام مصري. كما حصل على جائزة فخر بريطانيا عام 2007 بحضور رئيس الوزراء البريطاني، ووسام الاستحقاق البريطاني عام 2014، بالإضافة إلى جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2024.
وتقديرًا لدوره الرائد، تم إطلاق اسمه على صالة كبار الزوار بمطار أسوان الدولي، كما تم تشييد تمثالين له في مدينتي أسوان والشرقية تخليدًا لإسهاماته في الطب والعمل الخيري.
في يوم الطبيب المصري، يبرز اسم مجدي يعقوب كنموذج يُحتذى به في الإنسانية والعلم والتفاني في رعاية المرضى. لم تقتصر إنجازاته على تطوير جراحات القلب، بل امتدت لتغيير حياة الآلاف حول العالم، وإلهام أجيال جديدة من الأطباء والمبتكرين.
قصة مجدي يعقوب ليست مجرد حكاية طبيب بارع، بل هي مسيرة إنسان وهب حياته لإنقاذ القلوب، فاستحق بجدارة لقب "ملك القلوب".