عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
من الحرب إلى المجد.. مودريتش يودع ريال مدريد ويبقي الحلم حيًا
تقرير
المراية
5/22/20251 دقيقة قراءة


بعد أكثر من عقدين من الإبداع واللمسات السحرية على المستطيل الأخضر، أعلن النجم الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب ريال مدريد، رحيله عن صفوف الفريق الأول لكرة القدم بفريق ريال مدريد، ليطوي صفحة من أنجح المسيرات الكروية في تاريخ كرة القدم الأوروبية والعالمية.
لكن من هو مودريتش؟ وكيف تحوّل الطفل اللاجئ إلى أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ اللعبة؟
وُلد لوكا مودريتش يوم 9 سبتمبر 1985 في مدينة زادار الكرواتية، وسط أجواء الحرب الأهلية التي مزقت يوغوسلافيا السابقة، فقد والده كان جنديًا في الجيش الكرواتي، بينما اضطرت أسرته للنزوح أكثر من مرة هربًا من القصف والدمار.
ورغم تلك الظروف القاسية، بدأ مودريتش يمارس كرة القدم في الشوارع ومواقف السيارات، حتى لفت الأنظار إليه بانضباطه ومهاراته، والتحق بأكاديمية نادي زادار، ومن هناك بدأت أولى خطواته نحو النجومية.
وفي سن الـ 16، وقّع مع دينامو زغرب، لكنّه أعير في بدايته إلى نادي زرينيسكي البوسني، وهناك صقل موهبته وسط أجواء تنافسية قوية، ثم عاد لدينامو وأصبح قائد خط الوسط، وقاد الفريق لعدة ألقاب محلية، ليفتح لنفسه أبواب الاحتراف الأوروبي.
وفي 2008، انتقل إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي، حيث أثبت نفسه كلاعب لا يُستغنى عنه، وجذب أنظار كبار أوروبا بفضل تمريراته الدقيقة ورؤيته الفنية.
ريال مدريد ومجد لا يُنسى
في صيف 2012، انضم مودريتش إلى ريال مدريد في صفقة قُدرت بـ 30 مليون يورو؛ ورغم بداية صعبة، أصبح مع الوقت "المايسترو" الحقيقي للفريق، وأحد ركائزه في التتويج بعدة بطولات.
لعب الفتى الذهبي مودريـتش، مع المرينجي، 590 مباراة، طوال مسيرته، سجل خلالها 43 هدفًا، وقدم 93 تمريرة حاسمة.
وتوج النجم الكرواتي مع الملكي بـ 28 بطولة، وهي (6 دوري أبطال أوروبا، 5 كأس العالم للأندية، 5 كأس السوبر الإسباني، 5 السوبر الأوروبي، 4 الدوري الإسباني، لقبان في كأس ملك إسبانيا، لقب كأس القارات للأندية).
لم تقتصر إنجازات مودريـتش على ذلك فقط، بل حقق العديد من الإنجازات الفردية أيضًا، من بينها 9 مرات أفضل لاعب في الشهر داخل ريال مدريد، وحصوله على الكرة الذهبية عام 2018.
بالإضافة إلى أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018، الكرة الذهبية لكأس العالم للأندية، و6 مرات ضمن تشكيل الموسم في دوري أبطال أوروبا.
منتخب كرواتيا وكتابة المجد
رغم قصر قامة كرواتيا كروياً مقارنة بكبار القارة، قاد مودريتش منتخب بلاده لتحقيق أعظم إنجازاته والتي تتمثل في نهائي كأس العالم 2018 (خسارة مشرفة أمام فرنسا)، ونصف نهائي كأس العالم 2022، وبطولة دوري الأمم الأوروبية (وصيف)، ولعب أكثر من 170 مباراة دولية، وكان القائد الملهم للجيل الذهبي.
الوداع الأخير.. أسطورة تنسحب بصمت الكبار
في مايو 2025، أعلن لوكا مودريتش أن مباراته الأخيرة مع الفريق ستكون يوم السبت القادم في ملعب "سانتياغو برنابيو"، بعد موسم أخير مع ريال مدريد شهد مشاركات محدودة ولكن بروح القائد ورمز العطاء، وتفاعلت الجماهير مع هذا الخبر بدموع ومشاعر مختلطة من الحزن والفخر.
وكانت كلمات الأخيرة: "أرحل وقلب ممتلئ، ممتلئ بالفخر، بالامتنان، وبذكريات لا تُنسى، ورغم أنه بعد كأس العالم للأندية، لن أرتدي هذا القميص فوق العشب مرة أخرى، سأبقى دائمًا مدريديستا، سنلتقي من جديد، ريال مدريد سيظل دائمًا بيتي، لأبد الآبدين،!هلا مدريد ولا شيء أكثر… لوكا مودريتش"
ما بعد رحيله.. نحو مستقبل جديد؟
تتجه التوقعات نحو دخول مودريتش عالم التدريب أو التحليل الفني، وربما العودة لخدمة منتخب بلاده أو ناديه ريال مدريد في دور إداري أو استشاري، لكن المؤكد أن تأثيره في كرة القدم سيبقى حيًا لعقود.
ومع اقتراب اعتزال لوكا مودريتش سيكون هذا القرار بمثابة نهاية حقبة من الإبداع والاحترافية، ورمز للانتصار على الظروف الصعبة. قصة طفل نجا من الحرب ليُصبح أحد أعظم من لمس الكرة، وسيظل اسمه محفورًا في قلوب الملايين ومحبي كرة القدم للأبد.