عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

من المجد إلى المأساة: الحكايات المنسية لنجوم الفن

تقرير

وجه آخر

منار تامر

5/11/20251 دقيقة قراءة

في عالم الفن، حيث تُبنى الأساطير وتُخلّد الأسماء، لا تتوقف القصص عند حدود الشهرة والنجاح، بل تتجاوزها إلى مأساة غير مرئية تختبئ خلف الكواليس، هناك العديد من الفنانين الذين أضاءوا مسارح السينما والمسرح بعطاءاتهم وأبهروا الجمهور بحضورهم، إلا أن نهاياتهم كانت بعيدة كل البعد عن تلك الأضواء التي كانت تُسلّط عليهم، فبينما يُحفر اسم الفنان في الذاكرة الجماعية، يعيش هؤلاء في صراع مستمر مع الحياة بعد أن ينطفئ بريق الشهرة، في هذه السطور القادمة، نغوص في قصص مأساوية لفنانين عظماء عاشوا حياة مليئة بالفن والإبداع، لكنهم اختتموا مشوارهم في عزل ومرض وفقر، مما يثير تساؤلات عميقة حول مصير هؤلاء الذين أهدوا العالم أجمل لحظاته الفنية.

يونس شلبي.. من "حيرم" إلى النهاية المأساوية

يُعد الفنان الكوميدي الراحل يونس شلبي من أبرز الوجوه التي علقت في أذهان الجمهور المصري، حيث قدم العديد من الأعمال الخالدة مثل "الفرن" و"أمير الظلام"، واشتهر بدوره في مسلسل "بوجي وطمطم"، ورغم موهبته الكبيرة، فإن نهاية شلبي كانت مأساوية، فقد أُصيب بمرض مزمن استنزف قوته وأمواله، لدرجة أن زوجته اضطرت إلى بيع آخر أملاكهم لتغطية تكاليف علاجه، توفي شلبي في 12 نوفمبر 2007، عن عمر يناهز 66 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ليترك خلفه قصة مؤلمة عن معاناة الفنانين بعد انتهاء مجدهم.

تحية كاريوكا.. رقصة النهاية في العزلة

تحية كاريوكا، الراقصة والفنانة الراحلة، هي واحدة من رموز الفن الشرقي في مصر، التي أصبحت أيقونة للرقص في مصر والعالم العربي، في أيامها الأخيرة، كانت تعيش حياة مأساوية رغم أنها كانت صاحبة مسيرة فنية حافلة بالنجاحات، أقامت في منزل سيدة مجهولة في حي شبرا بعد أن فقدت كل شيء، وكان الفنان سمير صبري يتكفل بنفقاتها لعدة سنوات، وبفضل الفنانة الراحلة فاتن حمامة، تمكنت من الحصول على شقة صغيرة لتعيش بها، لكنها توفيت في 20 سبتمبر 1999، عن عمر يناهز 80 عامًا، إثر جلطة رئوية.

فاطمة رشدي.. الفقر في أحضان الإبداع

فاطمة رشدي، إحدى أبرز رائدات المسرح والسينما المصرية، دخلت عالم الفن في سن مبكرة وحققت العديد من الإنجازات الفنية، ولكن مع تقدمها في العمر، فقدت الأضواء واعتزلت الفن في أواخر الستينات، في سنواتها الأخيرة، كانت تعيش في ظروف مادية صعبة في أحد الفنادق الشعبية بالقاهرة، ورغم ما قدمته من إرث فني، لم تسعفها الحياة المادية، ورغم تدخل فريد شوقي لعلاجها على نفقة الدولة، توفيت في 23 يناير 1996، عن عمر يناهز 87 عامًا.

وداد حمدي.. نهاية مأساوية بيد القاتل

وداد حمدي، النجمة الكوميدية الشهيرة، التي أصبحت رمزًا لدور "الخادمة" في السينما المصرية، عاشت حياة حافلة بالأعمال الفنية الناجحة التي وصلت إلى حوالي 600 فيلم، لكن في 26 مارس 1994، تعرضت للقتل على يد الريجيسير متى باسيليوس، الذي طعنها بدافع السرقة، والغريب في الأمر أن القاتل لم يجد في منزلها إلا القليل من المال، ما يوضح أنها كانت فقيرة حتى في آخر أيامها.

أمين الهنيدي.. صراع مع المرض وديون لا تنتهي

كان أمين الهنيدي من أشهر الممثلين الكوميديين في مصر، وشارك في العديد من الأفلام الناجحة مثل "غرام في الكرنك" و"الأزواج والصيف"، لكن في آخر أيامه، عانى من مرض سرطان المعدة وكان يُعالج على نفقة الدولة، ورغم محاولاته لتغطية تكاليف العلاج، عجزت أسرته عن دفع تكاليف دفنه، مما يعكس المأساة الكبيرة التي عاشها هذا الفنان الذي أضحك الملايين.

عماد حمدي.. من الثراء إلى العزلة والمرض

عماد حمدي، الذي كان يحمل لقب "فتى الشاشة الأول"، عاش حياة مرفهة وحقق نجاحات فنية كبيرة، لكنه في سنواته الأخيرة أصيب بالعمى وعانى من الاكتئاب بعد وفاة شقيقه التوأم، اضطر إلى بيع أثاث منزله من أجل شراء الدواء، توفي في 28 يناير 1984، عن عمر يناهز 74 عامًا، وكان رصيده في البنك لا يتجاوز 20 جنيهًا.

حسن فايق.. شلل نصفي في العزلة

حسن فايق، الممثل الكوميدي الشهير، تعرض في آخر أيامه لمرض الشلل النصفي، وعلى الرغم من مشواره الفني الطويل، تعرض لإهمال كبير من المسؤولين، حتى أنه لم يُمنح أي دعم إلا من الرئيس الراحل أنور السادات، الذي خصص له معاشًا، توفي فايق في 14 سبتمبر 1980، عن عمر يناهز 89 عامًا، في ظروف مأساوية.

إسماعيل يس.. بين الأضواء والديون

إسماعيل ياسين، الملقب بـ"أبو ضحكة جنان"، كان من أشهر نجوم الكوميديا، وقدم أكثر من 150 فيلمًا، ومع بداية الستينات، انحسرت عنه الأضواء نتيجة مرضه وابتعاده عن المونولوج، وفوجئ بإفلاسه بسبب تراكم الضرائب، اضطر إلى بيع ممتلكاته، وعاش فقيرًا حتى توفي في 24 مايو 1972، إثر أزمة قلبية، ولم يكن قادرًا على دفع تكاليف العلاج أو الجنازة.

عبد الفتاح القصري.. بين العمى والخيانة

عبد الفتاح القصري، صاحب الوجه الكوميدي المميز، وُلد في أسرة ثرية وشارك في أفلام شهيرة مثل "ابن حميدو" و"سكر هانم"، أُصيب بالعمى وتنكرت له زوجته، التي استولت على أملاكه، ثم هدمت الحكومة منزله، عاش آخر أيامه في غرفة تحت بير السلم في منطقة الشرابية، وتوفي في 8 مارس 1964، عن عمر ناهز 58 عامًا، بعد معاناة نفسية وجسدية كبيرة.

رياض القصبجي.. ضحك على الشاشة ووجع في الحياة

رياض القصبجي، الشهير بـ"الشاويش عطية"، كان من أبرز الكوميديين في السينما، وشارك في أفلام "ابن حميدو" و"ريا وسكينة"، ورغم شهرته، إلا أن سنواته الأخيرة كانت قاسية، فقد أُصيب بالمرض وعجزت أسرته عن تحمل تكاليف علاجه، حتى تبرع أحد المنتجين بمصاريف جنازته، توفي في 23 أبريل 1963، عن عمر يناهز 60 عامًا.

تظل حياة هؤلاء الفنانين العظماء شهادة حية على أن الشهرة لا تضمن دائمًا الاستقرار، وأن الفن، رغم جماله، قد لا يكون قادرًا على إنقاذ أصحابه في لحظات ضعفهم، ما تركوه لنا من إرث فني سيظل خالدًا، لكن حياتهم كانت مليئة بالصعوبات والآلام التي تستحق التأمل والدراسة.