عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
من عربة القطار إلى العالمية.. "بائع الطفاية" أيوب القاضي نموذج للإبداع والإصرار
تقرير ـ فى إطار التعاون مع حملة كنوز
المراية
إحسان أسامة
5/4/2025


في عالم مليء بالتحديات والفرص، يبرز اسم "أيوب القاضي" كأحد أبرز الحرفيين الذين استطاعوا تحقيق نجاح غير تقليدي بفضل شغفهم وحبهم لفن الحرف اليدوية، بأسلوبه الفصيح والمميز في عرض منتجاته، جذب أنظار الجميع وحقق شهرة واسعة في وقت قصير، ليصبح مثالًا حيًا على القوة والإصرار في مواجهة صعوبات الحياة، بدأ أيوب مسيرته من الصفر، لكنه بإبداعه واجتهاده، حوَّل كل تحدٍ إلى فرصة للتميّز.
أيوب القاضي هو حرفي مصري من محافظة قنا، اشتهر في مجال الحرف اليدوية وصناعة التحف والهدايا التذكارية، بعد انتشار فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي يروّج فيه لمنتجاته بأسلوب مميز، مستخدمًا عبارته اللافتة "الطافية دي"، ليُعرف بعدها بلقب "بائع الطفاية".
كانت حياة أيوب مليئة بالتحديات والتجارب، فقد شارك في بعض الأعمال الفنية ككومبارس، وظهر في مسلسلات مثل مكان في القصر وموجة حارة، لكن الأجر لم يكن كافيًا له ولأسرته، فقرر العودة إلى مجال الحرف اليدوية من جديد.
بدأ أيوب رحلته مع الحِرف منذ سن مبكرة، وأظهر اهتمامًا خاصًا بالرسم والنحت، وتعلّم صناعة التحف وتطويرها، بدأ بصناعة الطفايات والتماثيل الصغيرة باستخدام الجبس، وكان يبيعها بأسعار بسيطة تتراوح بين 5 إلى 20 جنيهًا.
القطار غيّر المسار
بعد انتشار فيديو "القطار"، أصبح أيوب من أشهر الوجوه في مجال الحرف اليدوية، لم تقتصر شهرته على النطاق المحلي، بل وصلت إلى المؤسسات الحكومية والمجتمعية، حظي بدعم شخصيات ومؤسسات بارزة، كان من بينهم الوزيرة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والتي قررت منحه قرضًا لتطوير مشروعه، كما حصل على فرصة كبيرة لعرض منتجاته في معرض "تراثنا" للحرف اليدوية، حيث نال دعمًا وتشجيعًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أثنى على عمله وهنّأه على إبداعه.
لكن أيوب القاضي لم يكن مجرد "تريند" يوم أو شهر كما اعتدنا مؤخرًا، بل هو دائم السعي لتطوير عمله وتحسين جودة منتجاته، يؤمن بأن الحرف اليدوية في مصر يمكن أن تكون مصدر دخل مهم إذا تم دعمها بشكل كافٍ، وأننا قادرون على إنتاج منتجات عالية الجودة وبأسعار تنافسية.
ولكي يسلّط الضوء على منتجاته، أنشأ صفحة على منصات التواصل الاجتماعي، يشارك من خلالها تجاربه العملية في مجال التصنيع اليدوي والمشروعات الصغيرة، ويقدم نصائح وإرشادات للشباب حول كيفية بدء مشروع بأقل التكاليف وبأدوات بسيطة، بل ويوفر لهم هذه الأدوات من خلال تصنيع القوالب الخاصة بها، لتسهيل البداية عليهم وتجنّب الصعوبات التي واجهها هو في بدايته.
لم يتوقف نجاح أيوب عند حدود مصر، بل وصل اليوم إلى المملكة العربية السعودية، حيث يعمل على تطوير مشروعه الذي بدأ من عربة قطار، ليصل به إلى العالمية كما كان يحلم دائمًا.
أيوب القاضي هو مثال حي على الإبداع والإصرار، فرغم كل التحديات التي واجهها في بدايته، أثبت نفسه كأحد أبرز الحرفيين في مصر، لم يكن نجاحه فقط في جودة ما يصنع، بل في قدرته على تسويق نفسه بأسلوب فني مؤثّر جذب اهتمام الجمهور، إنه بلا شك نموذج يُحتذى به لكل من يسعى لتحقيق حلمه ويؤمن بقدراته.