عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
من إسماعيل ياسين لمصطفى أبو سريع: تطور الضحك في مصر عبر الأجيال
تقرير
المراية
إحسان أسامة
5/22/20251 دقيقة قراءة


لكل عصر نجومه، ولكل زمن مفاتيحه الخاصة للضحك. وبينما ظلّ الضحك عنصرًا مشتركًا في حياة المصريين، تغيّرت أدواته وأساليبه مع تطور المجتمع وتبدل أذواق الجمهور. من زمن الأبيض والأسود إلى زمن "الترند"، تحولت الكوميديا من مواقف تمثيلية بسيطة إلى محتوى متنوع يُقدَّم عبر منصات متعددة، تفرض على نجومها سرعة البديهة ومواكبة اللحظة.
إسماعيل ياسين… كوميديا البساطة والملامح المحبوبة
يظل إسماعيل ياسين رمزًا خالدًا للكوميديا المصرية في الخمسينيات والستينيات، بفضل ملامحه المرحة، وأدائه الجسدي الفريد، وقدرته على الإضحاك دون الحاجة إلى ألفاظ أو مواقف معقّدة. اعتمد على القصص اليومية البسيطة، وأسلوب التمثيل الكلاسيكي الذي اقترب من قلوب الناس، فبات جزءًا من الذاكرة الجمعية للضحك المصري.
محمد هنيدي… نجم الشباب وإفيهات الألفية
في أواخر التسعينيات، أعاد محمد هنيدي تعريف الكوميديا المصرية من خلال أفلام مثل صعيدي في الجامعة الأمريكية وهمام في أمستردام. جاء بأسلوب خفيف وسريع، واستخدم الإفيهات والتعبيرات المألوفة لتوصيل رسائل اجتماعية بطريقة مرحة. استفاد من انتشار الفضائيات وتطور وسائل الإعلام، ليصبح نجم جيل كامل.
أكرم حسني وأحمد أمين… كوميديا المنصات الرقمية
يمثل أكرم حسني وأحمد أمين ملامح الجيل الجديد من الكوميديا التي خرجت من رحم الإنترنت والسوشيال ميديا. أكرم حسني يجمع بين الغناء والتمثيل والكوميديا الساخرة، معتمدًا على المونتاج والسرعة البصرية لجذب الانتباه. بينما قدم أحمد أمين كوميديا أقرب للبيت المصري، بدأت من السوشيال ميديا ونجحت لاحقًا في التلفزيون من خلال أعمال مثل البلاتوه وما وراء الطبيعة.
مصطفى أبو سريع… الوجه الصاعد وموهبة التنوّع
برز اسم مصطفى أبو سريع مؤخرًا كأحد الأسماء التي تمزج بين خفة الظل والقدرة التمثيلية المركّبة. قدّم أدوارًا كوميدية قريبة من الواقع، ونجح في رسم الضحكة من خلال أداء طبيعي لا يعتمد على المبالغة، بل على السخرية الذكية من تفاصيل الحياة اليومية.
كزبرة… نجم الشارع وصوت الجمهور الشعبي
رغم انطلاقته من عالم المهرجانات، نجح "كزبرة" في شق طريقه كصوت جديد للكوميديا الشعبية. عفويته وأسلوبه التلقائي جعلاه قريبًا من الجمهور، خاصة في المناطق الشعبية. استطاع تقديم شكل مختلف من الضحك، يجمع بين الطابع الشعبي والكوميديا السريعة المتداولة على منصات التواصل.
كوميديا تتجدّد… والذوق لا يثبت
في زمن تتعدد فيه وسائل الترفيه، أصبح الجمهور أكثر تطلبًا، والضحك أكثر تعقيدًا. لم تعد الكوميديا تقتصر على النكتة أو الموقف، بل صارت تعبيرًا عن نبض الناس، ومرآة لتغيراتهم الثقافية والاجتماعية. من إسماعيل ياسين إلى هنيدي، ومن أكرم حسني إلى كزبرة، يثبت الفنانون أن الضحك باقٍ… لكنه يتغير شكلاً ومضمونًا مع كل جيل.