عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

مقتل محمد السنوار.. تصفية رأس جديد في حماس ترسم ملامح قيادة غارقة في الدم والنار

تقرير

وداعا

أحمد والي

5/28/20251 دقيقة قراءة

في مشهد يعيد رسم ملامح القيادة داخل حركة "حماس"، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل محمد السنوار، القائد الجديد للحركة في قطاع غزة، وشقيق القيادي الراحل يحيى السنوار، الذي يُعد أحد أبرز العقول المدبرة للهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023، وأشعل الحرب المستمرة حتى اليوم.

محمد السنوار لم يكن اسمًا معروفًا على نطاق واسع قبل تصاعد الصراع، لكنه قفز سريعًا إلى واجهة القيادة بعد مقتل شقيقه في جنوب غزة، متقلدًا قيادة تنظيم تمرّس طويلًا في العمل السري والميداني، وبهذا، أصبح محمد وجهًا جديدًا لحماس في مرحلة فارقة من تاريخها، محمَّلًا بإرث دموي وشبكة علاقات معقّدة داخل الحركة وخارجها.

ورغم أن تفاصيل كثيرة عن شخصية محمد السنوار ما زالت طي الكتمان، فإن صعوده إلى قيادة الحركة بعد تصفية شقيقه يحيى يشير إلى عاملين مهمين، الأول هو الثقة التي حازها داخل الدوائر العليا للحركة، والثاني هو الطابع العائلي أو "السلالي" الذي لا يزال يطبع هياكل التنظيم.

في أكتوبر 2023، تولى محمد السنوار مهام القيادة وسط تصعيد غير مسبوق في المواجهات مع إسرائيل، بعد مقتل إسماعيل هنية -القائد السابق للحركة- في غارة إسرائيلية على الأراضي الإيرانية، وفي ظل هذا التغير السريع في الوجوه القيادية، بدا أن "حماس" تعيد رسم خارطة السيطرة والنفوذ بما يتلاءم مع ظروف الميدان والضربات المتلاحقة.

لكن إعلان نتنياهو عن مقتل محمد السنوار، جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة التصفية المستمرة لقيادات "حماس"، ضمن حملة إسرائيلية مكثفة تستهدف ما تسميه بـ"تفكيك البنية التحتية للمقاومة المسلحة" في القطاع.

هذا الإعلان ترافق مع تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عشرات المواقع في غزة خلال اليومين الماضيين، بما فيها مرافق لتخزين الأسلحة ومنصات صواريخ.

رحيل محمد السنوار، إذا تأكد رسميًا من مصادر متعددة، لا يعني فقط نهاية فصل آخر في سردية قادة حماس، بل يكشف أيضًا عن حجم الضغط الإسرائيلي لإسقاط الرؤوس الكبيرة في التنظيم، بغية شلّ قدراته التنظيمية والعسكرية، وخصوصًا في ظل تعهّد نتنياهو المتكرر بمواصلة الحرب حتى "تدمير حماس بالكامل" واستعادة ما تبقّى من الرهائن.

وفي خلفية كل هذه التحولات، يظل قطاع غزة يدفع الثمن الأكبر، حيث تشير تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية إلى سقوط نحو 54 ألف قتيل منذ بدء الحرب، بينهم آلاف الأطفال، في حين يتواصل إطلاق النار والمواجهات، كان آخرها إطلاق نار على حشد من المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من موقع تدعمه إسرائيل والولايات المتحدة.

ربما رحل محمد السنوار، لكنه ترك وراءه فصلاً جديدًا من الحرب، ووجهًا جديدًا للصراع لا يزال بعيدًا عن نهايته.