عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

نعمات رشدي.. إرث فني خالد وبصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري.

تقرير

وداعا

منار تامر

4/10/20251 دقيقة قراءة

ببالغ الحزن والأسى، فقدت الساحة الفنية المصرية أحد أعمدتها المبدعة والمتميزة، حيث غيب الموت عن عالمنا المخرجة والكاتبة القديرة نعمات رشدي، عن عمر ناهز 73 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا يتحدث عن نفسه ويمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المسرح والدراما المصرية.

لقد كانت نعمات رشدي واحدة من أولئك الفنانين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة حقيقية في مجال الفن، وتحديدًا في مجال الإخراج المسرحي، حيثُ بدأت مسيرتها الفنية في السبعينيات، لتصبح أحد الأسماء اللامعة التي لا يمكن تجاهلها في عالم الإبداع، وتمكنت من تحقيق نجاحات باهرة لم تقتصر على المسرح فقط، بل امتدت إلى السينما والتلفزيون لتظل أعمالها في ذاكرة الجمهور إلى يومنا هذا.

تميزت رشدي ليس فقط بموهبتها الفنية الفائقة، بل أيضًا بإيمانها العميق بقضايا المرأة والمجتمع.

كان للمخرجة الراحلة حضور مميز في تقديم أعمال تمس قضايا المرأة وتعكس تحدياتها اليومية في مجتمعها، مما جعلها أحد أبرز الأصوات التي تناقش هذه القضايا من خلال شاشة المسرح، لقد كانت أعمالها دائمًا تسلط الضوء على الأبعاد الاجتماعية والنفسية للشخصية النسائية، وتكشف عن المعضلات والصراعات التي تواجهها المرأة في مجتمعاتنا.

من أبرز أعمالها المسرحية، فيلم "صراع الزوجات" الذي كتبته وأخرجته عام 1992، وكان بمثابة شهادة على براعتها في دمج التناول الفني مع المعالجة الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من المسلسلات التلفزيونية المتميزة مثل "صابر يا عم صابر" و"دوامة الحياة"، التي قدمت من خلالها صورًا إنسانية عميقة للمجتمع المصري في فتراته المختلفة.

كما أن تجربتها الغنية في الإذاعة والتلفزيون، عبرَ برنامج "كشكول"، أضافت بُعدًا جديدًا لعلاقتها بالجمهور وأكدت قدرتها على التواصل مع كافة فئات المجتمع.

كانت المبدعة نعمات رشدي أيضًا من أوائل الداعمين للمواهب الشابة، فهي لم تكتفِ بمسيرة فنية رائعة فقط، بل كانت تسعى دومًا إلى فتح أبواب الفرص للشباب المبدع، لتساهم في تشكيل مستقبل الفن المصري وتوجيه طاقاته نحو الإبداع الحقيقي.

رحيل نعمات رشدي يمثل خسارة فادحة ليس فقط لعالم المسرح المصري، بل أيضًا لعالم الإبداع الثقافي بشكل عام.

لكنَّ إرثها، الذي يتجسد في أعمالها المتميزة التي ستظل خالدة في ذاكرة عشاق الفن المصري، سيظل حيًا، وسيدفع الأجيال القادمة للاستلهام من تجربتها الغنية والمتنوعة.

لقد كانت نعمات رشدي مثالًا للفنانة التي استطاعت أن تجمع بين القوة الفنية والرؤية الإنسانية، وأن تترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري.

ورغم أن الفقد كبير، إلا أن أعمالها ستظل شاهدة على مسيرتها، وعلى دورها المحوري في تشكيل ملامح الثقافة والفن في مصر.