عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

نيلسون مانديلا... زعيم خرج من الزنزانة ليصنع التاريخ

تقرير

المراية

إحسان أسامة

5/6/20251 دقيقة قراءة

في تاريخ البشرية، برزت شخصيات تركت أثرًا لا يُمحى في مسار العدالة والحرية، ومن أبرز هذه الشخصيات "نيلسون مانديلا"، رمز النضال والصمود.

وُلد مانديلا في مجتمع يعاني من التمييز العنصري والظلم، لكنه اختار أن يكون صوتًا للمقهورين ومدافعًا عن الحقوق والمساواة، ورغم التحديات والسجن الذي دام أكثر من ربع قرن، لم يتخلَّ عن مبادئه، بل خرج من السجن زعيمًا يدعو إلى التسامح والمصالحة.

في هذا التقرير، سنتناول مسيرة نيلسون مانديلا، ونُلقي الضوء على إنجازاته، وتاريخه النضالي، وأثره العميق في العالم.

27 عامًا من السجن انتهت بتتويج ساجنها رئيسًا لدولته

وُلد نيلسون مانديلا يوم 18 يوليو 1918 في منطقة ترانسكاي بجنوب إفريقيا.

وفي سن العشرين، بدأ مانديلا رحلته مع السياسة؛ حيث قرر أن يكون جزءًا من حركة تغيير بلاده، فانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان يواجه سياسة التمييز العنصري "الأبارتيد"، كما يُعد من مؤسسي "اتحاد الشبيبة" بالحزب.

النضال ضد الأبارتيد

في عام 1942، كان مانديلا من أوائل المشاركين في "حملة التحدي" ضد قوانين الفصل العنصري التي كانت تفرضها الحكومة على السود في جنوب إفريقيا، وتم اعتقاله في بداية مسيرته لفترة قصيرة، لكن ذلك لم يثنه عن الاستمرار في نضاله.

وفي عام 1960، بعد مذبحة "شاربفيل" التي راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين السلميين، قررت الحكومة حظر نشاطات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، واعتقلت مانديلا.

رحلة السجن والمقاومة

في عام 1962، سافر مانديلا إلى الجزائر لتدريب أعضاء الحزب على المقاومة المسلحة، لكن تم القبض عليه بعد عودته، وواجه محاكمة طويلة انتهت بالحكم عليه بالسجن المؤبد عام 1964.

وخلال سنوات سجنه، أصبح مانديلا رمزًا عالميًا للكفاح ضد الظلم، وتسليط الضوء على قضيته في مختلف أنحاء العالم.

ورغم العروض المتكررة من السلطات للإفراج عنه مقابل تراجعه عن مقاومته، رفض مانديلا كل هذه العروض، ليرد في كل مرة قائلا: "لقد عشت من أجل شعبي، وسأموت من أجل شعبي".

الحرية والتحول السياسي

في عام 1990، وبعد 27 عامًا من السجن، أعلنت حكومة جنوب إفريقيا الإفراج عن مانديلا تحت ضغط شعبي ودولي هائل، وفور خروجه، أصبح قائدًا للمفاوضات التي أدت إلى إنهاء نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا؛ ليعلن في بداية التسعينيات، عن وقف الكفاح المسلح، داعياً شعبه إلى الوحدة والتسامح.

وفي عام 1994، أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب إفريقيا، بعد إجراء أول انتخابات ديمقراطية حرة.

رئاسة مانديلا والمصالحة الوطنية

بصفته أول رئيس منتخب ديمقراطيًا، تبنّى مانديلا سياسات المصالحة الوطنية، ومن خلال دوره القيادي، عمل على توحيد الشعب الجنوب أفريقي، سواء كان أبيضًا أو أسودًا.

وأرسى دعائم التسامح والمساواة، مدركًا أن بناء أمة قوية لا يتم إلا بتجاوز مرارات الماضي، ولهذا أسس "لجنة الحقيقة والمصالحة" للتحقيق في جرائم الأبارتيد ومحاكمة المسؤولين عنها بشكل نزيه.

التقاعد والإرث العالمي

بعد انتهاء فترته الرئاسية، قرر مانديلا التقاعد عام 1999، وكرس نفسه للعمل الإنساني، حيث أنشأ مؤسسة خيرية لمكافحة الإيدز ودعم الأطفال المحرومين، وعمل على القضايا الاجتماعية والصحية في بلاده.

كما حصل على العديد من الجوائز العالمية تقديرًا لنضاله من أجل السلام، أبرزها جائزة نوبل للسلام عام 1993، واختارته الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة عام 2005.

كانت حياة نيلسون مانديلا مليئة بالصعاب والاختبارات، لكنه ظل في كل مرحلة مخلصًا لمبادئه، من نضاله ضد الأبارتيد إلى قيادته لجنوب إفريقيا نحو ديمقراطية حقيقية، ومن سجين معذّب إلى رئيس محبوب، كان مانديلا المثال الأبرز على أن الأمل في التغيير لا يموت.