عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

قمة بغداد... السيسي يتصدر المشهد وسط غياب عربي وتباين حول مفهوم "السلام"

تقرير

باروميتر

دنيا الحلال

5/18/20251 دقيقة قراءة

انطلقت أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد، بحضور بارز للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مقابل غياب لافت لعدد من القادة العرب، ما أثار تساؤلات حول أولويات المشاركة العربية في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان المستمر على قطاع غزة.

السيسي يثبت الحضور المصري: فلسطين أولاً

من أوائل المتحدثين في افتتاح القمة، أكد الرئيس المصري أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للعالم العربي، مشددًا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما ذكّر السيسي بدعوة مصر لعقد قمة عربية غير عادية في القاهرة في 4 مارس 2025، والتي خرجت بموقف موحّد يرفض تهجير الشعب الفلسطيني، ويؤكد دعم إعمار غزة دون المساس بالحقوق المشروعة لسكانها.

ملفات مشتعلة وأزمات عربية مترابطة

لم تقتصر كلمة الرئيس المصري على فلسطين فقط، بل امتدت لتغطي الأزمات المتفاقمة في سوريا والسودان واليمن وليبيا والصومال، مؤكدًا أن هذه الملفات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وتستلزم تضامنًا فعليًا يتجاوز الخطابات الرسمية.

غياب القادة العرب... مشاركة شكلية محدودة

شهدت القمة غيابًا لافتًا لعدد من القادة العرب، حيث اكتفت بعض الدول بإرسال ممثليها فقط، وشارك آخرون بصورة بروتوكولية محدودة.

ومن أبرز الملاحظات الحضور السطحي لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي اكتفى بلقاءات ثنائية وصور تذكارية، ثم غادر قبل إلقاء كلمته الرسمية، ما أثار تساؤلات حول جدية المشاركة القطرية في دعم المواقف العربية المشتركة، خاصة في ظل تصاعد العدوان على غزة.

في الخلفية: زيارة ترامب والخليج... فلسطين خارج الأولويات

تزامن انعقاد القمة مع زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، شملت السعودية والإمارات وقطر، وشهدت توقيع تفاهمات جديدة ضمن ما يُعرف بـ"السلام الإبراهيمي"، الذي يبدو أنه يحل محل أولويات عربية تاريخية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

خلال لقاءات ترامب، لم يُطرح ملف فلسطين بشكل واضح، بينما تصدرت قضايا أخرى مثل سوريا والعقوبات الأمريكية عليها النقاش، حيث أعلن ترامب رفع بعض هذه العقوبات في موقف مفاجئ.

تباين في الرؤية بين بغداد والخليج

برز تباين واضح في فهم القادة العرب لمفهوم "السلام". فبينما يروج البعض لما يسمى بـ"السلام الإبراهيمي"، القائم على شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة وتجاهل صلب القضية الفلسطينية، جاءت كلمة الرئيس السيسي لتعكس رؤية مختلفة تقوم على سلام حقيقي مبني على العدالة ووقف العدوان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

فرصة مراجعة المسار العربي؟

في ظل هذا الانقسام، تبدو قمة بغداد فرصة لإعادة تقييم المسار العربي المشترك. حضور مصر والعراق والصومال، وغياب أو تراجع دور بعض القادة العرب، يعكس حالة من التباين السياسي الحاد، مما يفرض ضرورة إعادة التفكير في آليات العمل العربي الجماعي، خاصة في مواجهة قضايا ملحة كالعدوان على غزة والتطورات الإقليمية.

قدمت القمة مشهدًا مركبًا: زعامة مصرية فاعلة مقابل تراجع واضح في الدور الخليجي بدعم القضايا القومية. وبينما تواصل بعض الدول رهاناتها على علاقات استراتيجية مع الغرب، تظل فلسطين في خطاب القاهرة بوابة السلام الحقيقي والاختبار الجوهري للضمير العربي.