عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
رحيل خارج الكادر: وداعًا صبحي عطري
تقرير
وداعا
شمس أبوغنيمة
4/23/20251 دقيقة قراءة


لم يكن صباح 23 أبريل 2025 يومًا عاديًا في ذاكرة الإعلام العربي؛ فقد استيقظ جمهور الفن والإعلام على خبر صادم: وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري عن عمر يناهز 48 عامًا، في توقيت بدا مفاجئًا، لكنه لم يكن كذلك لمن عرف الكواليس القاسية التي عاشها في الأشهر الأخيرة من حياته.
صبحي، الذي كان يُعرف بوجهه البشوش وصوته الهادئ، لم يكن مجرد مقدم لـ"ET بالعربي"، بل كان نافذة على عالم المشاهير، ينقل أخبارهم بابتسامة مميزة، وأسلوب يجعل من النجم ضيفًا خفيفًا لا متعاليًا، لكن خلف هذه الابتسامة، كان هناك رجل يحاول النجاة في معركة غير متكافئة مع الوحدة، والخذلان، وربما الإقصاء.
من "ET" إلى "خارج الكادر"
رحلة صبحي الإعلامية كانت حافلة ومحترفة، بدأ كصحفي، ثم انتقل إلى الشاشة في بدايات الألفية، وأثبت موهبته عبر برامج عديدة، أبرزها: يا هلا، Fashion Time، وWrap Up، لكن المحطة التي صنعت له الاسم اللامع كانت انضمامه إلى "ET بالعربي"، البرنامج الذي جعله يلامس الشهرة يوميًا، ويصافح نجوم الفن العالمي والعربي بصفته المهنية الرفيعة.
لكن المفاجأة جاءت في مطلع 2025، حين علم متابعوه أنه لم يعد ضمن فريق البرنامج، لم تصدر أي توضيحات من مجموعة MBC، ولم يُعرف السبب الفعلي وراء الاستغناء عنه، إلا أن زملاءه المقربين ألمحوا إلى أن خروجه لم يكن بناءً على رغبته، بل أقرب إلى الإقصاء المفاجئ.
لحظة السقوط: عندما يتحول الوهج إلى ظلال
رحيل صبحي لم يكن جسديًا فقط، بل روحيًا قبل ذلك بفترة، الفنان الإماراتي حبيب غلوم كشف عن مكالمة جمعته به منذ أيام قليلة، أخبره فيها عطري صراحةً أنه "يبحث عن عمل"، بعد أن تم الاستغناء عنه كإعلامي، كلمات بسيطة، لكنها كانت كفيلة بكشف هشاشة الوضع النفسي الذي كان يمر به: شخص فقد موقعه، وهويته المهنية، والشاشة التي كان يراها بيته الثاني.
في عالم الإعلام، حيث تساوي الصورة أكثر من المضمون، يصبح غيابك عن الشاشة أشبه بالإعدام المعنوي، لم يكن صبحي فقط يبحث عن عمل، بل عن انتماء، عن جمهور، عن شعور بأنه ما زال مسموعًا ومرئيًا.
صدمة الوسط الفني: من الحزن إلى الذهول
الخبر ترك جرحًا في قلوب الكثيرين، لم يكن صبحي إعلاميًا عاديًا، بل صديقًا حقيقيًا للكاميرا والضيوف والجمهور، انهالت التعليقات على مواقع التواصل تنعيه بوجع:
سوزان نجم الدين قالت: "ما مصدقة... الله يرحمه ويغفر له".
كريم محمود عبد العزيز كتب: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
عمر السعيد عبّر بحرقة: "هتوحشنا يا حبيبي".
حتى ميرنا جميل لم تُخفِ صدمتها: "في خلال كم يوم فقدنا ناس كتير... الله يرحمك يا صبحي".
وفي مشهد يبدو محزنًا، فإن قلة من الإعلاميين الكبار علّقوا على الحدث، وكأن رحيله مرّ على البعض بهدوء، مثلما مرّت أيامه الأخيرة.
برحيل صبحي عطري، فقدت الساحة الإعلامية واحدًا من أبرز وجوهها خلال العقدين الأخيرين، ورغم أن تفاصيل خروجه من "ET بالعربي" لا تزال غير معلنة رسميًا، فإن الطريقة التي انتهت بها مسيرته تطرح تساؤلات عن واقع الإعلاميين في العالم العربي، ومدى هشاشة مكانتهم، مهما بلغت شعبيتهم.
صبحي عطري لم يكن مجرد مقدم برامج؛ كان حالة إعلامية عُرفت بابتسامتها وثقتها وهدوئها، ورحيله بالصمت نفسه الذي أحاط بأيامه الأخيرة، يفتح بابًا لحديث أوسع عن الكواليس، عن الفرص، وعن ما يحدث لمن يخرج "خارج الكادر".