رونالدو.. أسطورة كروية بمواقف إنسانية تدعم المسلمين

لم يكن كريستيانو رونالدو مجرد نجم كرة قدم عالمي، بل أصبح شخصية مؤثرة تمتد مواقفه إلى خارج المستطيل الأخضر، حيث أظهر مرارًا دعمه لقضايا المسلمين، وخاصة القضية الفلسطينية.

حرص رونالدو على تهنئة المسلمين بعيد الفطر المبارك من خلال منشور نشره مؤخرًا على حسابه الرسمي على "فيسبوك"، حيث كتب:

"أتمنى للجميع الاحتفال بعيد مبارك. أتمنى أن يجلب هذا الوقت المميز الفرح والسلام والسعادة لكم ولأحبائكم."

بهذا، يظهر رونالدو مواقفه الإيجابية الداعمة للمسلمين في كل مناسبة.

دعم فلسطين

اشتهر رونالدو بمواقفه الداعمة لفلسطين؛ فقد تبرع في 2016 بمبلغ كبير لمنظمات إغاثية فلسطينية، ورفض تبادل القمصان مع لاعب إسرائيلي في لحظة اعتُبرت رسالة رفض للاحتلال. وفي فترات لاحقة، خاصة خلال أزمات غزة، انتشرت له مقاطع وصور تُظهر تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مما عزز صورته كرياضي عالمي يقف مع المظلومين.

ثقافة الإسلام

منذ انتقاله إلى نادي النصر السعودي في يناير 2023، أصبح رونالدو أكثر اندماجًا مع الثقافة العربية والإسلامية. يظهر وهو يرتدي الزي التقليدي في المناسبات الوطنية والدينية، ويعبر عن إعجابه بالأجواء التي تسود في البلدان الإسلامية، حيث وصفها بأنها تبعث "الراحة والهدوء" مقارنةً بالحياة السريعة في أوروبا.

كما يُلاحظ أنه يراعي صيام الجماهير؛ إذ تأخر في تناول الماء خلال بعض المناسبات الجماعية احترامًا للمسلمين، مما لاقى استحسان الكثيرين. كما شارك رونالدو في لقاءات جماعية مع مشجعي نادي النصر والمسلمين المحليين، حيث تم التقاط صور وفيديوهات تُظهره وهو يحتفل بموائد الإفطار مع العائلات والأصدقاء، معبرًا عن إعجابه، وحرصه على التقارب مع العادات والتقاليد الإسلامية.

هوية الملاعب

لم يقتصر تأثير الثقافة الإسلامية على حياته خارج الملاعب، بل امتد إلى أسلوب احتفالاته داخلها؛ فقد شوهد وهو يحتفل بطريقة تشبه السجود، ويرحب بجمهور النصر بعبارة "السلام عليكم". هذه التصرفات جعلت منه رمزًا يحتضنه محبو كرة القدم في العالم العربي.

من بين الشخصيات التي أعربت عن إعجابها بتصرفاته الإنسانية والثقافية، جاءت تصريحات الإعلامي عمرو أديب، الذي أشاد برؤية رونالدو التي تجمع بين الأداء الرياضي الراقي والروح الإنسانية، معتبرًا أن "رونالدو يُعد جسرًا يربط بين ثقافات العالم المختلفة". كما أعرب الفنان أحمد حلمي عن إعجابه بموقفه الراقي، حيث قال إنه يُظهر كيف يمكن للنجوم أن يكونوا قدوة في دعم القضايا الإنسانية.

إضافة إلى ذلك، يرى الجمهور العربي أن هذه المبادرات تُبرز قيمة التضامن بين الرياضيين والمجتمعات، خاصة في ظل الظروف الراهنة، ويظهر هذا في تفاعلهم مع هذه المبادرات على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

مونديال قطر

بالنسبة لكأس العالم في قطر، كان لرونالدو موقف واضح وإيجابي تجاه التجربة القطرية. ففي مقابلات صحفية خلال البطولة، أبدى النجم إعجابه بالتنظيم المتميز والضيافة القطرية التي جمعت بين الاحترافية وروح التراث، مؤكدًا أنه لم يرَ مثيلاً لهذه التجربة في أي مكان آخر.

صرح بأن الأجواء التي سادت خلال البطولة كانت بمثابة جسر ثقافي يجمع بين جميع الأطراف، حيث شعر بالدفء والترحاب الذي ميز استقبال الجماهير واللاعبين على حد سواء.

تفاعل مع هذه التصريحات عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية. ففي تصريحات الإعلامي عمرو أديب، قال: "تصريحات رونالدو تُبرز كيف يمكن للرياضة أن تكون وسيلة للتواصل بين الثقافات، وأن تنظيم كأس العالم في قطر يمثل نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الاحترافية والتراث".

كما علّق محلل كرة القدم طارق الجارحي قائلًا: "إن ما أبداه النجم من إعجاب بالتجربة القطرية يعكس روح الانفتاح واحترام التنوع الثقافي، مما أسهم في رفع مستوى البطولة عالميًا".

أيقونة عالمية

على الصعيد الرياضي، يواصل رونالدو تألقه مع نادي النصر السعودي؛ فقد سجل 50 هدفًا في 51 مباراة بجميع البطولات، ويتصدر هدافي الدوري السعودي. إن إنجازاته الرياضية، جنبًا إلى جنب مع مواقفه الإنسانية والثقافية، جعلت منه أيقونة عالمية تتجاوز حدود الملعب.

بشكل عام، ساهمت مواقف رونالدو في تعزيز صورة الرياضي الذي يستخدم شهرته في دعم القضايا الإنسانية، مما أكسبه احترامًا واسعًا بين المجتمع المسلم، وجعله يُعتبر قدوة في كيفية دمج الأداء الرياضي مع المسؤولية الاجتماعية.