عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
روز اليوسف .. صوت الحرية في زمن القمع
تقرير
المراية
ميادة عيسى
4/4/20251 دقيقة قراءة


في عالم الصحافة الذي كان يُسيطر عليه الرجال، تألقت "روز اليوسف" بجرأتها وشجاعتها في مواجهة السلطة. وُلدت باسم "فاطمة اليوسف"، وقد استطاعت أن تترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الإعلام المصري من خلال أسلوبها الفريد وقدرتها على تحويل الكلمة إلى سلاح ضد الظلم والسلطة المستبدة. لم تكن مجرد إعلامية، بل كانت رمزًا للتحدي والإصرار في زمن كانت فيه حرية التعبير قيد النقاش.
الانتقال من المسرح إلى الصحافة
بدأت "روز اليوسف" مسيرتها الفنية في عالم المسرح، حيث التحقت بفرق مسرحية معروفة مثل "فرقة جورج أبيض" و"فرقة عزيز عيد". ومن خلال تلك التجارب الفنية، نمت شخصيتها القوية والمتحدية، مما أرسى أساسًا متينًا لخطوتها المقبلة نحو مجال الصحافة الذي احتضن شغفها الحقيقي.
تأسيس مجلة روز اليوسف
رغم نجاحها الباهر في المسرح، وجدت روز اليوسف نفسها منجذبة لعالم الصحافة، الذي كان يمثل لها منصة للتعبير عن قضايا الوطن وشؤون المجتمع. في عام 1925، أطلقت مجلتها الخاصة "روز اليوسف" التي بدأت بتناول شؤون المسرح، لكنها سرعان ما تحولت إلى منبر سياسي جريء. كانت المجلة بمثابة نافذة انتقدت السياسات السائدة في ذلك الوقت، متحدية بذلك القواعد الراسخة والسلطات المتسلطة.
الصدام مع السلطة
واجهت روز اليوسف تحديات كبيرة في مواجهة السلطة، خاصة في عهد "الملك فؤاد الأول"، حيث كانت المجلة منبرًا رئيسيًا لنقد سياسات القصر الملكي والضغوط السياسية. لم يكن من السهل عليها التعامل مع الرقابة والمصادرة التي تعرضت لها منشوراتها، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة رحلتها الإعلامية بكل عزيمة. ففي عام 1928، وبعد تعرضها لضغوط مكثفة، اضطرت إلى التنازل عن المجلة، لكنها سرعان ما عادت بقوة من خلال إطلاق صحيفة "الصباح" التي حملت روح التحدي والمثابرة.
أسلوبها الجريء في الكتابة
تميزت "روز اليوسف" بأسلوبها الفريد في الكتابة، حيث مزجت بين السخرية والجرأة في مقالاتها التي أصبحت من علامات الزمن. تناولت في كتاباتها قضايا الحرية والصراع مع السلطة، وكتبت مقالات مثل "أنا وأعدائي" و"الحرية أثمن ما نملك" و"مصر بين المطرقة والسندان"، التي ناقشت فيها التحديات السياسية والاجتماعية في عصرها.
امتداد تأثيرها في الإعلام المعاصر
لا تزال روح "روز اليوسف" تتجلى في الصحافة المعاصرة، حيث نرى شخصيات إعلامية بارزة تتبع خطاها في الجرأة والتحدي. من بينهم "معتز مطر"، الإعلامي المعارض الذي يتناول قضايا حرية التعبير والحقوق المدنية، و"لينا عطا الله"، مديرة تحرير "مدى مصر" التي تفضح الفساد وتدافع عن الصحافة المستقلة، و"عماد أديب"، الذي يوازن بين الإعلام المستقل وضغوط المؤسسات السياسية.
الإرث الصحفي
تركت روز اليوسف إرثًا صحفيًا خالدًا لا يزال يضيء دروب الأجيال الجديدة من الصحفيين. بفضل شجاعتها وإصرارها على التعبير الحر، أصبحت رمزًا للمقاومة والتحدي في زمن كانت فيه الكلمة محرمة على الكثيرين. توفيت في عام 1958، لكن إرثها استمر من خلال المجلات والصحف التي ساهمت في تخريج أبرز الصحفيين المصريين وتغيير مسار الصحافة إلى الأفضل.
استطاعت "روز اليوسف" أن تثبت أن الإعلام يمكن أن يكون أداة للتغيير الاجتماعي والسياسي، وأن الجرأة في التعبير عن الحقائق قد تكون السبيل الوحيد لتحقيق الحرية وال
عدالة في زمن القمع والرقابة.