عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

شهداء الكلمة.. حكاية الصحفيين الأربعة على جدار نقابة الصحفيين المصرية

تقرير

خط النار

أحمد والي

5/27/20251 دقيقة قراءة

في قلب القاهرة، وعلى واجهة نقابة الصحفيين المصرية، يتوسط المشهد مرسم جداري يخلد ذكرى أربعة من أبناء صاحبة الجلالة، دفعوا حياتهم ثمنًا للحقيقة والكلمة الحرة، ليست الصور المرسومة مجرد وجوه، بل هي سردية نضال وصحافة ميدانية دفعت ثمنها دماء أبرياء حملوا الكاميرا والقلم، وسجلوا بأجسادهم الثمن الباهظ للحقيقة.

تأسست نقابة الصحفيين المصريين رسميًا عام 1941، بعد نضال طويل خاضه رواد الصحافة المصرية من أجل تنظيم المهنة والدفاع عن حقوق العاملين بها، وتقع النقابة في شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة، وتُعد مركزًا رئيسيًا للتعبير عن قضايا المهنة وحقوق الصحفيين، ومنصة للدفاع عن حرية الرأي والتعبير.

طوال تاريخها، وقفت النقابة في طليعة المعارك الصحفية، واحتضنت رموز الصحافة المصرية، وكانت دومًا صوتًا مدويًا ضد القمع والانتهاكات. واليوم، تخلد جدرانها أسماءً لم تمُت ذكراهم.

الصحفيون الأربعة على الجدار:

1- أحمد محمد محمود (1974 – 2011): كان مصورًا صحفيًا بجريدة الأهرام، استُشهد في 28 يناير 2011 أثناء تغطيته لأحداث "جمعة الغضب" في ثورة 25 يناير.

التقط أحمد لحظات حاسمة من التظاهرات، لكنه أُصيب بطلق ناري أثناء التصوير من شرفة منزله، ليرحل بعد عدة أيام متأثرًا بجراحه. يُعد أول شهيد صحفي في الثورة.

2- الحسيني أبو ضيف (1980 – 2012): صحفي استقصائي بجريدة "الفجر"، وُلد في سوهاج وكان ناشطًا سياسيًا معروفًا، وفي ديسمبر 2012، أثناء تغطيته لمظاهرات قصر الاتحادية، أُصيب برصاصة في الرأس أدت إلى دخوله في غيبوبة ووفاته لاحقًا، واتهمت أسرته جماعة الإخوان باستهدافه نتيجة تقاريره الصحفية المعارضة.

3- ميادة أشرف (1991 – 2014): واحدة من الوجوه الشابة الواعدة في الصحافة المصرية، كانت تعمل بجريدة "الدستور"، واستشهدت في 28 مارس 2014 أثناء تغطيتها لاشتباكات في منطقة عين شمس، عندما أصيبت برصاصة في الرأس؛ وفاتها سلطت الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه الصحفيات.

4- تامر عبد الرؤوف (1970 – 2013): شغل منصب مدير مكتب جريدة الأهرام بمحافظة البحيرة. في 19 أغسطس 2013، بعد مغادرته اجتماعًا رسميًا، أطلقت نقطة تفتيش عسكرية النار على سيارته ظنًا أنه خالف حظر التجوال، ما أدى إلى مقتله، وأثارت وفاته جدلاً واسعًا حول معايير الأمن وتعامل السلطات مع الصحفيين.

المرسم الجداري على جدار نقابة الصحفيين لا يُخلد فقط أسماءً، بل يروي قصة جيل من الصحفيين الذين لم يخافوا من النزول إلى الميدان، ولم يترددوا في التقاط الصورة أو تدوين الحقيقة حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.

هؤلاء هم شهداء الكلمة، الذين تظل ذكراهم حية في ضمير الصحافة المصرية، وتذكرة دائمة بأن حرية الصحافة ليست شعارًا، بل مسؤولية وميدان نضال دائم.