عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربي تودّع عالمنا بإرثٍ خالد
تقرير
وداعا
ميادة عيسى
6/3/20251 دقيقة قراءة


رحلت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب عن عالمنا في 3 يونيو 2025 داخل شقتها بحي الزمالك بالقاهرة، عن عمر ناهز 93 عامًا، تاركة إرثًا فنيًا يمتد لأكثر من سبعة عقود، عُرفت بلقب "سيدة المسرح العربي"، الذي منحه إياها الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1983، تقديرًا لموهبتها الاستثنائية وتفانيها في الفن كرسالة إنسانية.
من شبرا إلى خشبة المسرح
ولدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 بحي شبرا بالقاهرة، في أسرة متواضعة زرعت فيها حب الفن منذ الصغر، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت عام 1953 تحت إشراف الفنان زكي طليمات، الذي شكّل رؤيتها الفنية، تحدثت في حوار مع المصري اليوم (2015): "زكي طليمات علّمني أن المسرح ليس تمثيلًا فقط، بل حياة تتطلب الصدق."
واجهت مأساة شخصية بوفاة ابنها الأول، إبراهيم، من زوجها الأول محسن سرحان، أثناء دراسته في أمريكا، وهو ما عبّرت عنه في برنامج كلام الناس مع ياسمين عز (2022): "فقدان ابني جرح عميق، لكنه علّمني الصمود"، خاضت ثلاث زيجات: من الفنان محسن سرحان، ثم الفنان محمود مرسي، وأخيرًا الكاتب سعد الدين وهبة، ولها ابن ثانٍ طبيب نفسي، وليس الممثل علاء مرسي كما أُشيع خطأً، وفق فيتو (2024).
سبعة عقود من الإبداع
بدأت سميحة أيوب مسيرتها عام 1947 بفيلم المتشردة وهي في الخامسة عشرة، لتصبح واحدة من أطول المسيرات الفنية في العالم العربي، شاركت في حوالي 40 فيلمًا، منها شاطئ الغرام (1950) وأرض النفاق، وأبدعت في المسرح بأكثر من 170 مسرحية، مثل سكة السلامة وفيدرا، تولّت إدارة المسرح الحديث (1972–1975) والمسرح القومي (1975–1989)، معززةً النصوص الكلاسيكية، برزت في الإذاعة كثاني صوت نسائي بأعمال مثل سمارة، وظهرت في مسلسلات مثل سكر زيادة (2020)، شاركت في فيلم ليلة العيد (2024)، الذي ناقش قضايا المرأة، قائلة في حوار مع مصراوي (2020): "وافقت على الفيلم لجرأته في تناول قضايا المرأة"، كُرّمت في المهرجان القومي للمسرح (2024) بدورة تحمل اسمها، مع عرض فيلم وثائقي تكريمي بعنوان سيدة المسرح العربي.
مواقف لا تُنسى
دافعت سميحة أيوب عن المسرح كفن يحتاج شغفًا ونصوصًا قوية، رفضت الأدوار التجارية الضعيفة، مؤكدة في حوار مع فيتو (2022): "المسرح عشقي، ولا أقبل إلا ما يليق بتاريخه"، واجهت شائعات وفاتها عام 2022 بوصفها "قلّة أدب" في تصريحات لـ المصري اليوم، ونفت إصابتها بسرطان الثدي عام 2025، مشيرة إلى أن غيابها كان لنقص الأدوار المناسبة، دعمت القضية الوطنية في حرب أكتوبر 1973 بتقديم أوبريت مدد مدد في 48 ساعة، والذي أصبح رمزًا وطنيًا، كشفت في حوار مع المصري اليوم (2023) عن تلقيها خبر وفاة والدها أثناء أدائها على المسرح، لكنها أكملت العرض، قائلة: "المسرح علّمني فصل الألم عن العمل"، انتقدت ضعف النصوص الحديثة، لكنها دعمت المواهب الشابة، مؤمنةً بأن الفن أداة للتغيير الاجتماعي.
تكريمات تُخلّد الإرث
حصدت سميحة أيوب وسام الجمهورية من جمال عبد الناصر (1966)، ووسام الاستحقاق من حافظ الأسد (1983)، نالت وسامًا بدرجة فارس من فرنسا بعد فيدرا، وجائزة النيل في الفنون (2015)، كُرّمت في اليوم العالمي للمرأة (2016) ضمن قائمة رموز نسائية بارزة في مصر، وفق وكالة رويترز، وأُطلق اسمها على القاعة الكبرى بالمسرح القومي.
يبقى إرث سميحة أيوب حيًا في كل مسرحية وفيلم، كرمز للشغف والالتزام، حفرت اسمها في ذاكرة الثقافة العربية كسيدة لم تتنازل عن مبادئها، ملهمةً الأجيال القادمة.