عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
سر تعلق الحمل بالذئب.. "لام شمسية" يفضح المستور!
تقرير
باروميتر
عمرو دياب عبدالفتاح
3/23/20251 دقيقة قراءة


ناقش مسلسل "لام شمسية" ظاهرة مجتمعية شائكة، وقد تكون هذه المرة الأولى التي تتناول فيها الدراما المصرية قضية الاعتداء الجسدي على الأطفال. المسلسل من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ويجمع كلًّا من أمينة خليل في دور "نيللي" زوجة الأب، ومحمد شاهين في دور صديق والد الطفل المقرب، والطفل المتألق علي البيلي في دور "يوسف" الطفل الضحية، وأحمد السعدني، ويسرا اللوزي، وغيرهم من أبطال المسلسل.
تدور أحداث المسلسل حول الطفل المنطوي يوسف، الذي تلاحظ عليه نيللي، زوجة أبيه التي تعمل مدرسة في مدرسته، بعض التصرفات الغريبة، مثل عدم رغبته في الاحتفال بعيد ميلاده، وربطه للمعطف حول خصره بدلًا من ارتدائه كبقية زملائه، إضافة إلى سلوكه العنيف الدائم، وغضبه المستمر، وابتعاده عن والده، وحبه الشديد لصديق والده وسام وتعلقه به، مما يثير شكوك نيللي.
برع الطفل علي البيلي في تقديم شخصية يوسف رغم صعوبة الدور والتحديات التي واجهها، ورغم الجدل الدائر حوله. تحدث البيلي عن كواليس تصوير المشهد، مؤكدًا أنه كان "صعبًا وثقيلًا"، لكنه استمتع بالتجربة والتحدي الذي فرضته عليه الشخصية.
بدأت الأحداث يوم عيد ميلاد يوسف، بعد أن تشاجر مع أحد الأطفال ودخل غرفته، ولأن وسام، المقرب له، تطوع للذهاب وإحضاره، لحقت به نيللي، لكنها تفاجأت عند اقترابها من باب الغرفة برؤية وسام يلمس يوسف لمسات غير بريئة، على حد وصفها. بدأت بالصراخ والاستغاثة، فدخل طارق، والد يوسف، وبدأ في ضرب وسام إلى أن دخل في حالة إغماء ونُقل إلى المستشفى.
أشار القائمون على العمل إلى أن الاهتمام بسلامة الأطفال كان ضمن الأولويات خلال التصوير، لذلك حضرت الدكتورة سارة عزيز، مديرة ومؤسسة Safe Egypt وعضو مجلس إدارة في المجلس القومي للأمومة والطفولة، كواليس التصوير لضمان السلامة النفسية للطفل علي البيلي، مع تدريب جميع أفراد فريق العمل على التعامل مع الأطفال في موقع التصوير.
السر وراء تعلق الضحية بالمعتدي
تعجب الجمهور من العلاقة القوية بين يوسف (الضحية) ووسام (المعتدي)، الذي يثق به يوسف ويشعر تجاهه بالحب والاحترام والطمأنينة، في حين لا يبادل والده هذه المشاعر، حتى بعد حدوث الواقعة. بل إن يوسف أرسل رسالة إلى وسام للاطمئنان عليه في المستشفى، وشعر بسعادة غامرة عندما علم أنه يتماثل للشفاء.
هذا الارتباط الغريب يُعرف في علم النفس بـ"متلازمة ستوكهولم" أو "الارتباط المؤذي"، حيث يشعر الطفل بالارتباط بالمعتدي إذا كان هذا الشخص يُظهر له اهتمامًا أو يُقدم له مكافآت عاطفية أو مادية.
تحدث هذه الحالة عندما يعاني الطفل من مشكلات نفسية، مثل الاحتياج العاطفي والافتقار إلى الدعم والحب الأسري، مما يجعله يفسر أي اهتمام من المعتدي على أنه نوع من الرعاية. وهذا يفسر الترابط الشديد بين يوسف ووسام، أو قد يكون نتيجة للتلاعب النفسي، حيث يجعل المعتدي الطفل يشعر بالذنب أو الاعتماد عليه. هذا ما فعله وسام، عندما بدأ في تجاهل يوسف بعد الواقعة، متعمدًا مضايقته وإشعاره بالذنب.
أشارت بعض الدراسات النفسية إلى أن الأطفال الذين يعتمدون على المعتدي (خاصة إذا كان المعتدي أحد أفراد الأسرة أو الشخص الذي يوفر لهم بعض أشكال الرعاية العاطفية والمادية) قد يطورون نوعًا من الترابط العاطفي المعقد. كما أوضحت الدراسات الخاصة بحالات الإساءة الأسرية أن نسبة الأطفال الذين يُظهرون مؤشرات الترابط الصادم تتراوح بين 30% و60% في البيئات التي تشهد تفككًا أسريًا أو غياب آليات الحماية.
في حين تُظهر الإحصائيات أن نسبة كبيرة من الأطفال معرضون للتحرش والإيذاء، فإن ظاهرة الارتباط العاطفي بالمعتدي تُعد نتيجة معقدة تتأثر بعوامل أساسية، مثل التفكك الأسري، وطول مدة الإساءة، واعتماد الطفل على المعتدي. هذه العلاقات العاطفية الناجمة عن الإساءة تجعل كشف الحقيقة أكثر تعقيدًا، كما تعرقل حصول الضحية على الدعم والعلاج المناسب.