عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
صراع النفوذ بين ماسك وترامب
تقرير
خط النار
منى حامد
6/8/20251 دقيقة قراءة


في مشهد يُشبه دراما هوليوودية سياسية، تحول الثنائي الشهير دونالد ترامب وإيلون ماسك من "ثنائي القوة والنفوذ" إلى خصمين يتبادلان الضربات الإعلامية والاتهامات السياسية على الملأ، في فصل جديد من الصراع بين السلطة التقليدية ورموز وادي السيليكون.
الخلاف، الذي انفجر في وجه الإعلام الخميس الماضي، لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة تراكمات خفية انفجرت مع مشروع قانون الموازنة الجديد الذي يروج له ترامب، ويصفه بـ"الكبير والجميل"، فيما رآه ماسك "ضخماً وشائناً" و"رجساً يثير الاشمئزاز".
وداع رسمي... ثم قصف متبادل
الأسبوع بدأ بوداع رسمي في المكتب البيضاوي لماسك بعد مغادرته منصبه على رأس "هيئة الكفاءة"، وهي هيئة استشارية أنشأها ترامب لتقليص النفقات الفيدرالية، وكان من أبرز أعضائها. بدا المشهد آنذاك وديًا، لكن وراء الابتسامات، كانت الأجواء مشحونة.
بمجرد ما عبّر ماسك عن استيائه من مشروع الموازنة علنًا، أُشعل فتيل الأزمة. ترامب، الذي لطالما امتدح ماسك ووصفه بأنه "عبقري"، انقلب عليه خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قائلاً: "لقد خاب أملي كثيرًا بإيلون. لقد ساعدته كثيراً... فجأة أصبح ينتقدنا".
ماسك يرد على الهواء... وبالأرقام
كالعادة، ماسك لم ينتظر طويلاً. فبينما كان ترامب يتحدث في المكتب البيضاوي، نشر ماسك مقطع فيديو للحديث نفسه على منصة "إكس"، وكتب عليه عبارة واحدة فقط: "خاطئ". وفي منشورات لاحقة، نفى ماسك علمه المسبق بمشروع القانون، قائلاً إنه لم يُعرض عليه ولا على معظم أعضاء الكونغرس، وتم تمريره في "جنح الليل".
لكن ماسك لم يتوقف عند الدفاع عن نفسه، بل انتقل للهجوم، قائلاً: "من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. أي قلة وفاء هذه". وهو تصريح غير مسبوق في العلنية، ويكشف عمق الجرح الذي أصاب علاقة كانت تبدو غير قابلة للكسر.
من السياسة إلى الشخصنة
الأمر لم يعد مجرد خلاف على مشروع قانون. ترامب ذهب أبعد من ذلك، إذ وصف ماسك بـ"المجنون" وهدده صراحة بحرمان شركاته من العقود الحكومية، قائلاً: "الطريقة الأسهل لتوفير مليارات الدولارات، هي بإنهاء دعم إيلون". كما أشار إلى أنه سحب منه "تفويض السيارات الكهربائية"، وهو ما وصفه ماسك بأنه "كذبة واضحة. ومحزن جداً".
خطاب ناري ومساحة لحزب ثالث؟
في خطوة استعراضية، نشر ماسك استطلاعاً على "إكس" يسأل فيه الأميركيين: "هل حان الوقت لتأسيس حزب سياسي جديد يمثل 80% من الطبقة المتوسطة؟". النتيجة؟ أكثر من مليون مشارك خلال أقل من ساعة، والغالبية تؤيد.
هل يفكر ماسك فعليًا في دخول اللعبة السياسية بشكل مباشر؟ أم أنها مجرد ورقة ضغط يستخدمها ضد ترامب؟ حتى الآن، لا شيء مستبعد في عالم يتداخل فيه رأس المال مع مراكز القرار السياسي.
ما وراء الكواليس
بحسب مصادر إعلامية وسياسية، فإن العلاقة بين الرجلين كانت دائماً عرضة للتوتر، رغم المظاهر الداعمة. ماسك، المعروف باستقلاليته، لم يكن مرتاحاً لكامل السياسات التي ينتهجها ترامب، خاصة البيئية والضريبية. أما ترامب، فلم يكن يثق بكون ماسك يمكن أن يظل ضمن "الخط" طويلاً.
الآن، وقد خرج الخلاف للعلن، تبدو احتمالات المصالحة بعيدة جداً، خصوصاً مع التلميحات الخطيرة التي أطلقها ماسك حول تورط ترامب في ملفات إبستين، وهي ورقة ثقيلة إن ثبتت صحتها، وقد تغير مجرى الأمور تمامًا في المشهد السياسي الأمريكي.
هل نشهد بداية معركة طويلة بين أقوى شخصية سياسية وأبرز شخصية اقتصادية في أمريكا؟ أم أنه مجرد فصل قصير في مسلسل أطول؟ لا أحد يملك الإجابة حتى الآن، لكن الأكيد أن ما كان يُدار في الكواليس، بات الآن يُعرض على جمهور واسع... وعلى طريقة نجوم الصف الأول في هوليوود.